responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي    جلد : 1  صفحه : 43

الثاني، فصح بذلك التوحيد، و لهذا قيل: من عرف طبيعة العدد عرف إتقان الحكمة، و أمّا إبطال الاثنين و الثلاثة فإنّ الواحد الحق لا يتجزّأ إذ لو تجزأ لا نقسم، و المنقسم ليس بإله، و أما الواحد الذي فاض عن الأحد المشار إليه بالعظمة الذي هو مبدأ كل موجود فهو العقل الأوّل، فعلم العدد الدال على معرفة الواحد الأحد هو أصل العلوم و مبدأ المعارف، و تقدّمه على سائر العلوم، كتقدّم العقل على سائر الموجودات، و كما أن جميع الأشياء موجودة في العقل بالقوّة فكذلك كل العلوم موجودة في العدد، و صورتها مطابقة لصور الموجودات، فله صورة البسائط بالقوة، و صورة المركبات بالفعل، فلذلك كان علم العدد من الإشارات العقلية لأنه يقود النفس إلى علم التوحيد و الإقرار بالمبدع الأوّل فهو العقل الذي نزعت منه المقولات، و هو شجرة اليقين، و مبدأ الشرع و الدين، عليه ثبتت الصلاة، و منه عرفت العبادات، و به تعرف أدوار الزمان، و هو هلال العارفين و مبدأ كل مقال؛ أوّله مطابق لآخره، و آخره مطابق لأوّله، فأوّله الواحد الذي لا أوّل له فيعرف، و آخره الواحد الذي لا نهاية له فيوصف.

فصل [حقيقة النقطة و أنّها الفيض الأوّل‌]

و كذلك الأسماء الإلهية فإنّ مرجعها إلى الاسم المقدّس، فهو جامع لشملها، و شامل لجمعها، متجلّ في أحدها؛ و نهاية الحروف النقطة فتناهت الأشياء بأسرها إلى النقطة و دلّت عليها، و دلّت النقطة على الذات، و هذه النقطة هي الفيض الأوّل الصادر عن ذي الجلال المسمّى في أفق العظمة و الجمال بالعقل الفعّال، و ذاك هو الحضرة المحمدية؛ فالنقطة هي نور الأنوار، و سرّ الأسرار، كما قال أهل الفلسفة: النقطة هي الأصل و الجسم حجابه، و الصورة حجاب الجسم، و الحجاب غير الجسد الناسوتي. دليله من صريح الآيات قوله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ‌ [1]، معناه منوّر السّماوات، فاللّه اسم للذات و النور من صفات الذات، و الحضرة المحمدية صفة اللّه و صفوته، صفته في عالم النور، و صفوته في عالم الظهور، فهي‌


[1] النور: 35.

نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست