responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي    جلد : 1  صفحه : 140

و لو لا القنابر لما سقيتها، فقلت: يا سيدي، و ما الفرق بين القنابر و العصافير؟

فقال: ويحك أما العصافير فإنّهم موالي الرجل‌ [1] لأنهم منه، و أما القنابر فإنّهم موالينا أهل البيت، و إنّهم يقولون في صفيرهم: بوركتم أهل البيت (عليهم السلام)، و بورك شيعتكم، و لعن اللّه أعدائكم، ثم قال: عادانا من كل شي‌ء حتى الطيور الفاختة و من الأيام الأربعاء [2].

أقول: في هذا الحديث رمز حسن يشير إلى أن كلّا يميل إلى شكله و يفرح بنظيره، و ينبعث إلى طبعه، و إليه الإشارة بقوله (صلّى اللّه عليه و آله): يعرف ولد الحرام بأكله للحرام، و هذا أيضا رمز و هو أن ولد الحرام مادته من الحرام فهو يحب ما هو منه، و عدوّهم من الرجل فهو لا يحب إلّا مادته، و محبّهم و وليّهم طينته منهم، و هي طينة خلق منها أولاد الحلال فلا يحبّهم إلّا ولد الحلال، و ليس محبّهم إلّا ولد الحلال.

و من ذلك ما رواه إسماعيل السندي عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول لرجل من خراسان كان قدم إليه: كيف أبوك؟

فقال الرجل: بخير،

فقال: فأخوك؟

قال: خلفته صالحا، فقال: قد هلك أبوك بعد خروجك بيومين، و أما أخوك فقتلته جاريته يوم كذا، و قد صار إلى الجنة؛ فقال الرجل: جعلت فداك، إن ابني قد خلفته و جعا، فقال:

أبشر فقد برى‌ء و زوّجه عمّه ابنته و صار له غلام و سمّاه عليا، و ليس من شيعتنا، فقال الرجل:

فما إليه من حلية؟ فقال: كلا قد أخذ من صلب آدم أنه من أعدائنا فلا تغرنك عبادته و خشوعه‌ [3].

و من ذلك ما رواه جابر بن يزيد قال: كنّا مع أبي جعفر (عليه السلام) في المسجد فدخل عمر بن عبد العزيز و هو غلام، و عليه ثوبان معصفران فقال أبو جعفر (عليه السلام): لا تذهب الأيام حتى يملكها هذا الغلام، و يستعمل العدل جهرا و الجور سرّا فإذا مات تبكيه أهل الأرض و يلعنه‌


[1] في البحار: عمر.

[2] بحار الأنوار: 27/ 272 ح 25 بتفاوت.

[3] بحار الأنوار: 46/ 243 ح 31 بتفاوت كبير.

نام کتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) نویسنده : حافظ رجب البرسي    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست