و ممّا يؤيّده أيضاً: ضمّه مع مستحبات يوم الجمعة، في صحيحة هشام ابن الحكم، رواها في الكافي، في باب التزيين يوم الجمعة، و في التهذيب، في باب العمل [في] ليلة الجمعة، قال: قال أبو عبد اللّٰه (عليه السلام)
ليتزين أحدكم يوم الجمعة، يغتسل، و يتطيب، و يسرّح لحيته، و يلبس أنظف ثيابه.
إلى آخر الحديث.
و إذ قد عرفت حال الروايات فنقول: على هذا، الظاهر القول بالاستحباب، لأصالة براءة الذمة حتّى يثبت بدليل معوّل عليه [2]، و قد ظهر أنّه لا يحصل من دلائل الوجوب، ظنّ صالح قويّ يصلح للاعتماد، خصوصاً مع وجود المعارضات المذكورة و إن كان في كل منها شيء، لكن المجموع إنّما يضعّف الظنّ بنقيضه، و خصوصاً [مع] اشتهار خلافه بين الأصحاب.
و مع هذا كله، الأولى: الأخذ بالاحتياط التام، و عدم الاجتزاء على تركه، و المواظبة على فعله مهما أمكن، للتشديد العظيم، و الحث البليغ الواقع في الشريعة عليه، و اللؤم و التوبيخ على تركه، و الفضل، و الثواب في فعله.
فقد روى في التهذيب، في باب العمل [في] ليلة الجمعة، و الكافي، في باب وجوب غسل الجمعة، عن الأصبغ بن نباتة قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا أراد أن يوبخ الرجل، يقول
و اللّٰه أنت أعجز من تارك الغسل يوم الجمعة، فإنّه لا يزال في طهر إلى الجمعة الأخرى.