responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسند الإمام الكاظم أبي الحسن موسى بن جعفر(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله    جلد : 1  صفحه : 238

العرض. و الذهاب بالعلم و عليك بالاعتصام بربك و التوكل عليه و جاهد نفسك لتردّها عن هواها، فإنه واجب عليك كجهاد عدوّك. قال هشام: فقلت له فأي الاعداء أوجبهم مجاهدة؟

قال (عليه السلام): أقربهم إليك و أعداهم لك و أضرّهم بك و أعظمهم لك عداة و أخفاهم لك شخصا مع دنوّه منك. و من يحرّض أعداءك عليك و هو إبليس الموكل بوسواس [من‌] القلوب فله فلتشتدّ عداوتك. و لا يكوننّ أصبر على مجاهدتك لهلكتك منك على صبرك لمجاهدته، فإنه أضعف منك ركنا في قوته و أقلّ منك ضررا في كثرة شرّه. إذا أنت اعتصمت باللّه فقد هديت إلى صراط مستقيم.

يا هشام: من أكرمه اللّه بثلاث فقد لطف له: عقل يكفيه مؤونة هواه. و علم يكفيه مؤونة جهله و غنى يكفيه مخافة الفقر.

يا هشام: احذر هذه الدنيا و احذر أهلها، فإن الناس فيها على أربعة أصناف: رجل متردّي معانق لهواه. و متعلم مقري كلما ازداد علما ازداد كبرا، يستعلى بقراءته و علمه على من هو دونه. و عابد جاهل يستصغر من هو دونه في عبادته يحبّ أن يعظّم و يوقّر.

و ذي بصيرة عالم عارف بطريق الحقّ يحبّ القيام به، فهو عاجز أو مغلوب و لا يقدر على القيام بما يعرف [ه‌] فهو محزون، مغموم بذلك، فهو أمثل أهل زمانه و أوجههم عقلا.

يا هشام: أعرف العقل و جنده، و الجهل و جنده تكن من المهتدين، قال هشام:

فقلت: جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرّفتنا؟

فقال (عليه السلام): يا هشام: إن اللّه خلق العقل و هو أول خلق خلقه اللّه من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له: أدبر، فأدبر. ثم قال له: أقبل، فأقبل.

فقال اللّه جلّ و عزّ: خلقتك خلقا [عظيما] و كرّمتك على جميع خلقي. ثم خلق الجهل من البحر الاجاج الظلماني، فقال له: أدبر، فأدبر. ثم قال له: أقبل، فلم يقبل.

فقال له: استكبرت فلعنه. ثم جعل للعقل خمسة و سبعين جندا، فلما رأى الجهل ما كرّم اللّه به العقل و ما أعطاه أضمر له العداوة فقال الجهل: يا ربّ هذا خلق مثلي خلقته و كرمته و قوّيته و أنا ضدّه و لا قوّة لي به أعطني من الجند مثل ما أعطيته؟ فقال‌

نام کتاب : مسند الإمام الكاظم أبي الحسن موسى بن جعفر(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست