responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسند الإمام الكاظم أبي الحسن موسى بن جعفر(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله    جلد : 1  صفحه : 230

فإن ما هو آت من الدنيا، كما ولّي منها، فاعتبر بها.

قال علي بن الحسين (عليهما السلام): «إن جميع ما طلعت عليه الشمس في مشارق الأرض و مغاربها بحرها و برها و سهلها و جبلها عند ولي من أولياء اللّه و أهل المعرفة بحق اللّه كفي‌ء الظلال.

ثم قال (عليه السلام): أو لا حرّ يدع [هذه‌] اللمّاظة لأهلها- يعني الدنيا- فليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها بغيرها، فإنه من رضي من اللّه بالدنيا فقد رضي بالخسيس».

يا هشام: إن كل الناس يبصر النجوم، و لكن لا يهتدي بها إلا من يعرف مجاريها و منازلها. و كذلك أنتم تدرسون الحكمة، و لكن لا يهتدي بها منكم إلا من عمل بها.

يا هشام: إن المسيح (عليه السلام) قال للحواريين: «يا عبيد السوء يهولكم طول النخلة و تذكرون شوكها و مؤونة مراقيها و تنسون طيب ثمرها و مرافقها. كذلك تذكرون مؤونة عمل الآخرة فيطول عليكم أمده، و تنسون ما تفضون إليه من نعيمها و نورها و ثمرها.

يا عبيد السوء نقّوا القمح و طيبوه و أدقوا طحنه تجدوا طعمه و يهنئكم أكله، كذلك فأخلصوا الإيمان و أكملوه تجدوا حلاوته و ينفعكم غبه، بحق أقول لكم: لو وجدتم سراجا يتوقد بالقطران في ليلة مظلمة لاستضأتم به و لم يمنعكم منه ريح نتنة. كذلك ينبغي لكم أن تأخذوا الحكمة ممن وجدتموها معه و لا يمنعكم منه سوء رغبته فيها. يا عبيد الدنيا بحق أقول لكم: لا تدركون شرف الآخرة إلا بترك ما تحبون، فلا تنظروا بالتوبة غدا، فإن دون غد يوما و ليلة و قضاء اللّه فيهما يغدو و يروح.

بحق أقول لكم: إن من ليس عليه دين من الناس أروح و أقل هما ممن عليه الدين و إن أحسن القضاء. و كذلك من لم يعمل الخطيئة أروح هما ممن عمل الخطيئة و إن أخلص التوبة و أناب. و إن صغار الذنوب و محقراتها من مكائد إبليس، يحقرها لكم و يصغرها في أعينكم فتجمع و تكثر فتحيط بكم. بحق أقول لكم: إن الناس في الحكمة رجلان: فرجل أتقنها بقوله و صدقها بفعله. و رجل أتقنها بقوله و ضيّعها بسوء فعله،

نام کتاب : مسند الإمام الكاظم أبي الحسن موسى بن جعفر(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست