نام کتاب : مسند الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله جلد : 20 صفحه : 254
كصورته في الدنيا فيأكلون و يشربون، فإذا قدم عليهم القادم عرفهم بتلك الصورة التي كانت في الدنيا.
و قد روي عن الصادق (عليه السلام) ما ذكرنا في هذا المعنى و بيناه و سئل عمن مات في هذه الدار أين تكون روحه فقال من مات و هو ماحض للإيمان محضا أو ماحض للكفر محضا نقلت روحه من هيكله إلى مثله في الصورة و جوزي بأعماله إلى يوم القيامة فإذا بعث اللّه من في القبور أنشأ جسمه و رد روحه إلى جسده و حشره ليوفيه أعماله.
فالمؤمن ينتقل روحه من جسده إلى مثل جسده في الصورة فيجعل في جنان من جنان اللّه يتنعم فيها إلى يوم المآب و الكافر ينتقل روحه من جسده إلى مثله بعينه و يجعل في النار فيعذب بها إلى يوم القيامة و شاهد ذلك في المؤمن قوله تعالى: «قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي» و شاهد ما ذكرناه في الكافر قوله تعالى:.
«النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَ عَشِيًّا» فأخبر سبحانه أن مؤمنا قال بعد موته و قد أدخل الجنة «يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ» و أخبر أن كافرا يعذب بعد موته غدوّا و عشيّا و يوم يقوم الساعة يخلد في النار. و الضرب الآخر من يلهى عنه و يعدم نفسه عند فساد جسمه فلا يشعر بشيء حتى يبعث و هو من لم يمحض الإيمان محضا و لا الكفر محضا و قد بين اللّه ذلك عند قوله:.
«إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً» فبين أن قوما عند الحشر لا يعلمون مقدار لبثهم في القبور حتى يظن بعضهم أن ذلك كان عشرا و يظن بعضهم أن ذلك كان يوما و ليس يجوز أن يكون ذلك من وصف من عذب إلى بعثه و نعم إلى بعثه لأن من لم يزل منعما أو معذبا لا يجهل عليه حاله فيما
نام کتاب : مسند الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله جلد : 20 صفحه : 254