responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسند الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله    جلد : 3  صفحه : 93

يخرجون أدلّة.

قال: فسألته عن مخرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) كيف كان يصنع فيه؟ فقال: كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يخزن لسانه إلّا عمّا يعنيه، و يؤلّفهم و لا ينفّرهم، و يكرم كريم كلّ قوم و يولّيه عليهم، و يحذر الناس و يحترس منهم من غير أن يطوى عن أحد بشره و لا خلقه، و يتفقّد أصحابه، و يسأل الناس عمّا فى النّاس، و يحسّن الحسن و يقوّيه، و يقبّح القبيح و يهوّنه، معتدل الأمر، غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملّوا، و لا يقصر عن الحقّ و لا يجوزه الّذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمّهم نصيحة للمسلمين و أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مؤاساة و مؤازرة.

فسألته عن مجلسه فقال: كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لا يجلس و لا يقوم إلّا على ذكر، و لا يوطن الأماكن و ينهى عن إيطانها، و إذا انتهى الى قوم جلس حيث ينتهى به المجلس و يأمر بذلك، و يعطى كلّ جلسائه نصيبه، و لا يحسب من جلسائه أنّ أحدا أكرم عليه منه، من جالسه صابره حتّى يكون هو المنصرف عنه، من سأله حاجة لم يرجع إلّا بها أو بميسور من القول، قد وسع النّاس منه خلقه و صار لهم أبا و صاروا عنده فى الخلق سواء، مجلسه مجلس حلم و حياء و صدق و أمانة، لا ترفع فيه الأصوات، و لا تؤبن فيه الحرم، و لا تنثى فلتاته، متعادلين، متواصلين فيه بالتقوى، متواضعين، يوقّرون الكبير، و يرحمون الصغير، و يؤثرون ذا الحاجة، و يحفظون الغريب.

فقلت: فكيف كان سيرته فى جلسائه؟ فقال: كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظّ، و لا غليظ، و لا صخّاب، و لا فحّاش، و لا عيّاب و لا مدّاح، يتغافل عمّا لا يشتهى، فلا يؤيس منه، و لا يخيب فيه مؤمّليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، و الإكثار، و ما لا يغنيه، و ترك النّاس من ثلاث: كان لا يذمّ أحدا، و لا يعيّره، و لا يطلب عثراته و لا عورته. و لا يتكلّم إلّا فى ما رجا ثوابه.

نام کتاب : مسند الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله    جلد : 3  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست