نام کتاب : مسند الإمام السجاد أبي محمد علي بن الحسين(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله جلد : 2 صفحه : 73
بفضلك فاشكر عبادك عاجز عن شكرك و أعبدهم مقصّر عن طاعتك لا يجب لأحد أن تغفر له باستحقاقه و لا أن ترضى عنه باستيجابه فمن غفرت له فبطولك و من رضيت عنه فبفضلك تشكر يسير ما تشكر به و تثيب على قليل ما تطاع فيه حتّى كان شكر عبادك الّذي أوجبت عليه ثوابهم و اعظمت عنه جزاءهم أمر ملكوا استطاعة الامتناع منه دونك فكافيتهم أولم يكن سببه بيدك فجازيتهم.
بل ملكت يا الهى أمرهم قبل أن يملكوا عبادتك و أعددت ثوابهم قبل أن يفيضوا فى طاعتك و ذلك أن سنّتك الافضال و عادتك الاحسان و سبيلك العفو فكلّ البريّة معترفة بأنّك غير ظالم لمن عاقبت و شاهدة بأنّك متفضل على من عافيت و كلّ مقر على نفسه بالتقصير عمّا استوجبت فلو لا انّ الشيطان يخدعهم عن طاعتك ما عصاك عاص و لو لا أنّه صوّر لهم الباطل فى مثال الحقّ ما ضلّ عن طريقك ضالّ فسبحانك ما أبين كرمك فى معاملة من أطاعك أو عصاك تشكر للمطيع ما أنت توليته له و تملى للعاصى فيما تملك معاجلة فيه.
أعطيت كلّا منهما ما لم يجب له و تفضّلت على كلّ منها بما يقصر عمله عنه، و لو كافأت المطيع على ما أنت تولّيته لأوشك أن يفقد ثوابك و أن تزول عنه نعمتك و لكنّك بكرمك جازيته على المدّة القصيرة الفانية بالمدّة الطويلة الخالدة و على الغاية القريبة الزائلة بالغاية المديدة الباقية، ثمّ لم تسمه القصاص فيما اكل من رزقك الّذي يقوى به على طاعتك و لم تحمله على المناقشات فى الآلات التي تسبّب باستعمالها الى مغفرتك و لو فعلت ذلك به لذهب بجميع ما كدح له و جملة ما سعى فيه جزاء للصغرى من أياديك و مننك و لبقى رهينا بين يديك بسائر نعمتك.
فمتى كان يستحقّ شيئا من ثوابك لا متى هذا يا الهى حال من أطاعك و سبيل من تعبّد لك فامّا العاصى أمرك و المواقع نهيك فلم تعاجله بنقمتك لكى يستبدل بحاله فى معصيتك حال الانابة إلى طاعتك، و لقد كان يستحقّ فى أوّل ما همّ
نام کتاب : مسند الإمام السجاد أبي محمد علي بن الحسين(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله جلد : 2 صفحه : 73