نام کتاب : مسند الإمام السجاد أبي محمد علي بن الحسين(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله جلد : 2 صفحه : 124
بجودك و كرمك فانّك تجد منّى خلقا و لا أجد منك و بك غنى عنّى، و لا غنايى حتّى تلحقنى بهم فتصيّرنى معهم إنّك أنت العزيز الحكيم، ربّ حسّنت خلقى، و عظمت عافيتى و وسّعت علىّ فى رزقى، و لم تزل تنقلنى الى كرامة، و من كرامة إلى فضل.
تجدّد لى ذلك فى ليلى و نهارى لا أعرف غير ما أنا فيه حتّى ظننت أنّ ذلك واجب عليك لى، و أنّه لا ينبغى لى أن أكون فى غير مرتبتى، لأنّى لم أدر ما عظيم البلاء فأجد لذّة الرخاء، و لم يذلّنى الفقر فأعرف فضل الأمن فأصبحت و أمسيت فى غفلة ممّا فيه غيرى ممّن هو دونى فكفرت و لم أشكر بلاءك، و لم أشكّ أنّ الّذي أنا فيه دائم غير زائل عنّى، لا أحدث نفسى بانتقال عافية و تحويل فقر، و لا خوف و لا حزن فى عاجل دنياى و آجل آخرتى.
فيحول ذلك بينى و بين التضرّع إليك فى دوام ذلك لى، مع ما أمرتنى به من شكرك و وعدتنى عليه من المزيد من لديك، فسهوت و لهوت، و غفلت و أمنت، و أشرت و بطرت و تهاونت حتّى جاء التغيير مكان العافية، بحلول البلاء، و نزل الضرّ بمنزلة الصحّة و بأنواع السقم و الأذى و أقبل الفقر بازاء الغنى، فعرفت ما كنت فيه للّذى صرت إليه فسألتك مسئلة من لا يستوجب أن تسمع له دعوة لعظيم ما كنت فيه من الغفلة، و طلبت طلبة من لا يستحقّ نجاح الطّلبة، للّذى كنت فيه من اللّهو و الفترة.
و تضرّعت تضرّع من لا يستوجب الرحمة لما كنت فيه من الزهو و الاستطالة، فرضيت بما إليه صيّرتنى و إن كان الضرّ قد مسّنى، و الفقر قد أذلّنى، و البلاء قد حلّ بى، فان يك ذلك من سخط منك فأعوذ بحلمك من سخطك، و إن كنت أردت أن تبلونى فقد عرفت ضعفى و قلّة حيلتى، إذ قلت تباركت و تعاليت «إنّ الانسان خلق هلوعا إذا مسّه الشر جزوعا و إذا مسّه الخير منوعا.
نام کتاب : مسند الإمام السجاد أبي محمد علي بن الحسين(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله جلد : 2 صفحه : 124