responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسند الإمام السجاد أبي محمد علي بن الحسين(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله    جلد : 2  صفحه : 110

أنهضتنا إلى نسيم روحك، و غذوتنا بطيّب رزقك، و مكّنت لنا فى مهاد أرضك، و دعوتنا إلى طاعتك، فاستنجدنا باحسانك على عصيانك، و لو لا حلمك ما أمهلتنا.

إذ كنت قد سدلتنا بسترك، و أكرمتنا بمعرفتك و أظهرت علينا حجّتك، و أسبغت علينا نعمتك، و هديتنا إلى توحيدك، و سهّلت لنا المسلك إلى النجاة، و حذّرتنا سبيل المهلكة، فكان جزاؤك منّا أن كافأناك على الاحسان بالاساءة، اجتراء منّا على ما أسخط، و مسارعة إلى ما باعد من رضاك و اغتباطا بغرور آمالنا، و إعراضا على زواجر آجالنا، فلم يرد عنا ذلك حتّى أتانا وعدك، ليأخذ القوّة منّا، فدعوناك مستحطّين لميسور رزقك، منتقصين لجوائزك فنعمل بأعمال الفجار، كالمراصدين لمثوبتك بوسائل الابرار، نتمنّى عليك العظائم.

فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون من مصيبة عظمت رزيتها، و ساء ثوابها، و ظلّ عقابها، و طال عذابها، و إن لم تتفضّل بعفوك ربّنا فتبسط آمالنا، و فى وعدك العفو عن زللنا، رجونا إقالتك و قد جاهرناك بالكبائر، و استخفينا فيها من أصاغر خلقك و لا نحن راقبناك خوفا منك و أنت معنا، و لا استحيينا منك و أنت ترانا، و لا رعينا حقّ حرمتك أى ربّ، فبأىّ وجه- عزّ وجهك- نلقاك، أو بأىّ لسان نناجيك و قد نقضنا العهود بعد توكيدها و جعلناك علينا كفيلا.

ثمّ دعوناك عند البليّة، و نحن مقتحمون فى الخطيئة، فأجبت دعوتنا و كشفت كربتنا، و رحمت فقرنا و فاقتنا، فيا سوأتاه و يا سوء صنيعاه، بأىّ حالة عليك اجترأنا و أىّ تغرير بمهجنا غرّرنا، أى ربّ أنفسنا استخففنا عند معصيتك لا بعظمتك، و بجهلنا اغتررنا لا بحلمك، و حقّنا أضعنا لا كبير حقّك، و أنفسنا ظلمنا، و رحمتك رجونا، فارحم تضرعنا، و كبونا لوجهك وجوهنا المسودّة من ذنوبنا.

نام کتاب : مسند الإمام السجاد أبي محمد علي بن الحسين(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله    جلد : 2  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست