responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الفاضل الكاظمي    جلد : 4  صفحه : 160

و قيل: ان التجربة تعضد الثاني فإن الترنجبين قريب من العسل في الطعم و الشكل و لا شك انه طل يحدث في الهواء و يقع على أطراف الأشجار و الأزهار فكذا العسل و لكن ظاهر الآية تعضد الأوّل.

«مُخْتَلِفٌ أَلْوٰانُهُ» بعضه أبيض و بعضه أحمر و بعضه اصفر و بعضه اسود، قيل ذلك بسبب اختلاف سن النحل أو الفصل.

«فِيهِ شِفٰاءٌ لِلنّٰاسِ» اما بنفسه كما في سائر الأمراض البلغمية أو مع غيره كما في سائر الأمراض إذ قل ما يكون معجون الا و العسل جزء منه مع ان التنكير مشعر بالتبعيض و يحتمل أن يكون للتعظيم.

و قيل: انّ ضمير فيه يرجع الى القرآن و شفاؤه للناس لما فيه من بيان الحلال و الحرام و الفتيا و الاحكام و قيل: الى ما بين اللّه من أحوال النحل و الأوّل أقوى.

«إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» فانّ من تدبّر اختصاص النّحل بتلك العلوم الدّقيقة و الأفعال العجيبة حقّ التّدبّر علم قطعا انّه لا بدّ لها من قادر حكيم يلهمها ذلك و يحملها عليه.

و في الآية دلالة على حلّيّة العسل و على جواز اتّخاذ النّحل لأجله و على الاستشفاء به، و قد يستفاد منها الحثّ على ما يعلم به الشّفاء من الأمراض كعلم الطّبّ فإنّه سبب الى معرفته في الجملة و ان كان الشّافي على الحقيقة هو اللّه تعالى.

وَ اللّٰهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ» اى جعلكم متفاوتين في زيادته و نقصانه فمنكم غنيّ و منكم فقير و منكم موالي يتولّون رزقهم و رزق مماليكهم و منكم مماليك حالهم على خلاف ذلك فرزقكم أفضل من رزق مماليككم و هم بشر مثلكم و لا ريب أنّ ذلك أمر مقسوم من قبل اللّه و إلّا لم يكن الغافل رخى البال و العاقل ردىّ الحال.

«فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ» بمعطى رزقهم «عَلىٰ مٰا مَلَكَتْ أَيْمٰانُهُمْ» على مماليكهم فان ما يردّون عليهم رزقهم الّذي أجراه اللّه.

«فَهُمْ فِيهِ سَوٰاءٌ» فالموالى و المماليك متساوون في أنّ اللّه رزقهم فلا يتخيّل الموالي أنّهم يردّون على مماليكهم من عندهم شيئا من الرّزق.

نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الفاضل الكاظمي    جلد : 4  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست