responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الفاضل الكاظمي    جلد : 4  صفحه : 153

«إِنْ كُنْتُمْ بِآيٰاتِهِ مُؤْمِنِينَ» فإنّ الايمان بها يقتضي استباحة ما أحلّه اللّه و اجتناب ما حرّمه اللّه و فيه دلالة على وجوب التسمية على الذّبيحة كما أشرنا إليه، و على أنّ ذبائح أهل الكتاب لا يجوز أكلها لأنّهم لا يسمّون اللّه عليها و من سمّى منهم يعتقد أنّ الّذي يسميه هو الذي أبّد شريعة موسى أو عيسى (عليهما السلام) و الّذي عزير ابنه أو المسيح فإذا لا يذكرون اللّه حقيقة.

و المعتبر من ذكر اسمه تعالى ذكره المقترن بالتّعظيم لانّه المتبادر المفهوم منه كأحد التّسبيحات الأربع، و في اجزاء ذكر اللّه مجرّدا احتمال قوىّ، و يراد من ذكره ذكر اسمه المختصّ به، و في اجزاء الصّفة المختصّة به كالرّحمن أو القديم أو القادر على كلّ شيء و ما يجرى مجراه وجهان أقواهما الاجزاء لقوله تعالى «قُلِ ادْعُوا اللّٰهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمٰنَ أَيًّا مٰا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ» و قد تقدم جانب من الكلام.

«وَ مٰا لَكُمْ أَلّٰا تَأْكُلُوا» و اىّ غرض لكم في التّحرج عن الأكل «مِمّٰا ذُكِرَ اسْمُ اللّٰهِ عَلَيْهِ» عند ذبحه و ما الّذي يمنعكم عنه.

«وَ قَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مٰا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ» الواو للحال اى و الحال انّه فصل لكم الحرام من الحلال بقوله: حرّمت عليكم الميتة الآية و بما أجراه على لسان نبيّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) من الأحكام.

و اعترض بانّ قوله: حرّمت عليكم الميتة إلخ في أوّل المائدة و هي آخر ما نزل بالمدينة و سورة الأنعام مكيّة و الآية تقتضي أن يكون المفصّل مقدّما على هذا المجمل، و الأولى أن يكون المراد قوله تعالى بعد هذه الآية قُلْ لٰا أَجِدُ فِي مٰا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً الآية فانّ هذا القدر من التّأخير غير ضائر هذا. و يمكن أن يقال:

هذه الآية من سورة الأنعام متأخّرة عن المائدة فتأمّل.

«إِلّٰا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ» ممّا حرم عليكم فإنّه أيضا حلال لكم حال الضرورة لما في ترك التّناول من التأدية إلى هلاك النّفس و مقتضى الآية الاقتصار على ما يندفع به الضّرورة و هو سدّ الرّمق و من جوّز الشّبع من ذلك كبعض العامّة فقد أبعد.

نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الفاضل الكاظمي    جلد : 4  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست