responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الفاضل الكاظمي    جلد : 3  صفحه : 140

ناس من قبورهم يوم القيامة تؤجج أفواههم نارا. فقيل: يا رسول اللّه من هؤلاء فقرأ هذه الآية. و لعل ذكر البطن لتأكيد الأكل كما في طائر يطير بجناحيه.

«وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً» أي يلزمون النار و يقاسون حرها، يقال صلي بالأمر قاسى حره. و السعير بمعنى المفعول، من أسعرت النار إذا ألهبتها. و في الآية وعيد عظيم على أكل مال اليتيم بالظلم، و من ثم كان من الكبائر المعدودة بينهم.

و ها هنا نكتة، و هي انه تعالى أوعد مانع الزكاة بالكيّ و آكل مال اليتيم بامتلاء البطن من النار، و لا شك ان هذا الوعيد أشد، و السبب فيه ان الفقير غير مالك لجزء من النصاب حتى يملّكه المالك، و اليتيم مالك لماله، فكان منع اليتيم أشنع. و لأن الفقير قادر على التكسب من وجه آخر و لا كذلك اليتيم فإنه عاجز، فكان ضعفه أظهر و هذا من كمال عنايته تعالى بالضعفاء.

و قال تعالى في موضع آخر «وَ لٰا تَقْرَبُوا مٰالَ الْيَتِيمِ» لا تدنوا اليه فضلا عن ان تتصرفوا فيه، و في ذلك دلالة على كمال المبالغة بالاجتناب عنه «إِلّٰا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» إلا بالطريقة التي هي أحسن ما يفعل بماله على حسب ما تقتضيه المصلحة كالحفظ و التعمير و التنمية الى غير ذلك مما فيه صلاحهم و يحكم العقل أنه أولى من تركه.

و قد روى الكليني في الحسن عن الكاهلي [1] قال: قيل لأبي عبد اللّه (عليه السلام): انا ندخل على أخ لنا في بيت أيتام و معهم خادم لهم، فنقعد على بساطهم و نشرب من مائهم و يخدمنا خادمهم و ربما طعمنا فيه من عند صاحبنا و فيه من طعامهم، فما ترى في ذلك؟

فقال: ان كان في دخولكم عليهم منفعة لهم فلا بأس و ان كان فيه ضرر فلا. و قال: بَلِ الْإِنْسٰانُ عَلىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ فأنتم لا يخفى عليكم، و قد قال اللّه تعالى «وَ اللّٰهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ». و نحوها من الاخبار [2] الدالة على اعتبار المصلحة، و قد ذكر ذلك في


[1] الكافي ج 1 ص 364 باب أكل مال اليتيم الحديث 4 و هو في المرات ج 4 ص 395 و رواه في التهذيب ج 6 ص 339 بالرقم 947.

[2] انظر الوسائل الباب 100 الى 105 من أبواب ما يكتسب به ص 558- 559 ج 2 ط الأميري و مستدرك الوسائل ج 2 ص 454.

نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الفاضل الكاظمي    جلد : 3  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست