كل ليلة سبع تمرات برني بسمن البقر، و يدهن بين انثييه بدهن زنبق خالص، و من أراد أن يزيد حفظه فليأكل سبعة مثاقيل زبيبا بالغداة على الريق، و من أراد أن يقلّ نسيانه و يكون حافظا فليأكل كل يوم ثلاث قطع زنجبيل مرّبى بالعسل، و يصطبغ بالخردل مع طعامه في كل يوم، و من أراد أن يزيد في عقله يتناول كل يوم ثلاث هليلجات بسكر ابلوج، و من أراد أن لا ينشق ظفره، و لا يميل إلى الصفرة، و لا يفسد حول ظفره فلا يقلم أظفاره إلاّ يوم الخميس، و من أراد أن لا تؤلمه أذنه فيجعل فيها عند النوم قطنة، و من أراد ردع الزكام مدّة أيام الشتاء فليأكل كل يوم ثلاث لقم من الشهد.
و اعلم-يا أمير المؤمنين!-أن للعسل دلائل يعرف بها نفعه من ضرّه، و ذلك ان منه شيئا إذا أدركه الشمّ عطش، و منه شيء يسكر، و له عند الذوق حراقة شديدة، فهذه الأنواع من العسل قاتلة.
و لا يؤخر شم النرجس فإنه يمنع الزكام في مدّة أيام الشتّاء، و كذلك الحبّة السوداء. و إذا خاف الإنسان الزكام في زمان الصيف فليأكل كلّ يوم خيارة، و ليحذر الجلوس في الشمس، و متى خشي الشقيقة و الشوصة فلا يؤخر أكل السمك الطرّي صيفا و شتاء، و من أراد أن يكون صالحا خفيف الجسم و اللحم فليقللّ من عشائه بالليل، و من أراد أن لا يشتكي سرّته فيدهنها متى دهن رأسه، و من أراد أن لا تنشق شفتاه و لا يخرج فيها باسور فليدهن حاجبه من دهن رأسه، و من أراد ان لا تسقط أذناه و لهاته فلا يأكل حلوا حتى يتغرغر بعده بخلّ، و من أراد أن لا يصيبه اليرقان فلا يدخل بيتا في الصيف أول ما يفتح بابه، و لا يخرج أوّل ما يفتح بابه في الشتاء غدوة، و من أراد أن لا يصيبه ريح في بدنه فليأكل الثوم كلّ سبعة أيام مرّة، و من أراد أن لا تفسد أسنانه فلا يأكل حلوا إلاّ بعد كسرة خبز، و من أراد أن يستمري طعامه فليستلق بعد الأكل على شقه الأيمن ثم ينقلب بعد ذلك على شقّه الأيسر حتى ينام، و من أراد ان يذهب البلغم