فإنّها تضرّ الدّنيا و الآخرة، امّا ضررها بالنسبة إلى الآخرة فواضح، لانّها توجب عقاب اللّه و عذابه، و قد ورد انّ العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مئة عام، و إنّه لينظر إلى أزواجه في الجنّة يتنعمّن [1] ، و امّا ضررها بالنسبة إلى الدنيا فهو انّها تسلب العبد النعمة و تزوي عنه الرزق [2] ، و توجّه اليه النقمة و النكبة و المرض و السقم و البلاء، كما نطقت بذلك الأخبار، فقد ورد انّ اللّه قضى قضاء حتما أن لا ينعم على العبد بنعمة فيسلبها إيّاه حتّى يحدث العبد ذنبا يستحق بذلك النقمة [3] . و انّ العبد ليذنب الذنب فيزوى عنه الرزق [4] . و انّ العمل السّيّىء أسرع لصاحبه من السكين في اللحم [5] . و انّ كلّما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون، أحدث لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون [6] . و انّ أحدكم لتصيبه معرّة من السلطان، و ما ذلك إلاّ بذنوبه. و انّه ليصيبه السقم و ما ذاك إلاّ بذنوبه. و انّه ليحبس عنه الرزق و ما هو إلاّ بذنوبه. و انّه ليشدّد عليه عند الموت و ما ذلك إلاّ بذنوبه [7] . و انّه ليس من عرق يضرب، و لا نكبة، و لا
ق-و الموت فضح الدّنيا، فلم يترك لذي لبّ فرحا.
[1] أصول الكافي: 2/272 باب الذنوب حديث 19، و الأمالي للشيخ الصدوق: 412 المجلس الرابع و الستون حديث 9.
[2] أصول الكافي: 2/270 باب الذنوب حديث 8 و صفحه 271 حديث 11.