و يلحق بهذا الفصل الاشارة إلى فضل الصّوم، و المندوب منه و ما يكره له.
{·1-300-1·}اعلم أنّ الصّوم أحد الخمسة الّتي بني عليها الاسلام، و لو لم يكن فيه إلاّ الارتقاء من حضيض حظوظ النّفس البهيميّة إلى ذروة التّشبّه بالملائكة الرّوحانيّة لكفى به فضلا و منقبة، مضافا إلى ما ورد من أنّه جنّة من النّار [1] ، و انّه يزيد في الحفظ، و يضعّف الباه، و يذهب البلغم، و يصحّح البدن [2] . و انّه زكاة الأبدان، و انّه يسوّد وجه الشّيطان [3] . و انّ اللّه تعالى قد وكّل ملائكة بالدّعاء للصّائمين [4] . و انّ خلوف فم الصّائم أطيب عند اللّه عزّ و جلّ من ريح المسك [5] .
{·1-300-2·}و انّ للصّائم فرحتين: فرحة عند إفطاره، و فرحة عند لقاء ربّه [6] . و انّ من صام يوما تطوّعا ابتغاء ما عند اللّه تعالى دخل الجنّة، و وجبت له المغفرة [7] . {·1-301-1·}و انّ الصّائم في عبادة و ان كان على فراشه ما لم يغتب مسلما [8] . و انّ نومه عبادة، و نفسه تسبيح، و عمله متقبّل، و دعاءه مستجاب [9] . و انّه ليرتع في رياض الجنّة،