المقام الثالث ({·1-60-1·}في الآداب العامة للحمل و الولادة و ما بعدها)
و الكلام فيه من جهات:
الأولى: في الرضاع.
يستحب للمرأة الصبر على الحمل و الولادة، و احتسابهما عند اللّه سبحانه، و التبرع بإرضاع المولود؛ فإنّ فيه لها أجرا عظيما، {·1-60-2·}فقد ورد عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: و الذي بعثني بالحق نبيا و رسولا و مبشرا و نذيرا ما من امرأة تحمل من زوجها ولدا إلاّ كانت في ظلّ اللّه عز و جل حتى يصيبها طلق، يكون لها بكل طلقة عتق رقبة مؤمنة، فإذا وضعت حملها و أخذت في رضاعه، فما يمص الولد مصة من لبن أمّه إلاّ كان بين يديها نورا ساطعا يوم القيامة يعجب من رآها من الأوّلين و الآخرين، و كتبت صائمة قائمة، و إن كانت غير مفطرة كتب لها صيام الدهر كلّه و قيامه [1] .
{·1-61-1·}و قالت أم سلمة للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا رسول اللّه!ذهب الرجال بكل خير فأيّ شيء للنساء المساكين؟فقال: بلى، إذا حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم القائم المجاهد بنفسه و ماله في سبيل اللّه تعالى، فإذا وضعت
[1] مستدرك وسائل الشيعة 2/623 باب 47، حديث 1 بزيادة قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في اول الحديث: (يا حولاء!ما من امرأة تكسي زوجها إلا كساها اللّه يوم القيامة سبعين خلعة منها مثل شقائق النعمان و الريحان، تعطى يوم القيامة أربعون جارية تخدمها من الحور العين) و بزيادة قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في آخر الحديث: (فإذا فطمت ولدها، قال الحق جل ذكره: يا أيتها المرأة قد غفرت لك ما تقدم من الذنوب، فاستأنفى العمل) .