{·1-136-2·}ثم إن الاتيان بالمكتوبة للرجال في المسجد أفضل من الاتيان بها في المنزل، و قد ورد الحث العظيم على حضور المساجد، و إن من كان القرآن حديثه، و المسجد بيته، بنى اللّه له بيتا في الجنة [1] . و إن من اختلف إلى المسجد أصاب احدى الثمان: أخا مستفادا في اللّه، أو علما مستطرفا، أو آية محكمة، أو يسمع كلمة تدل على هدى، أو رحمة منتظرة، أو كلمة ترده عن ردى، أو يترك ذنبا خشية أو حياء [2] . و إن الرجل إذا تعلق قلبه بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، يظلّه اللّه في ظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه [3] . و إن بيوت اللّه في الأرض المساجد، فطوبى لمن تطّهر في بيته، ثم زار اللّه في بيته، و حقّ على المزور أن يكرم الزائر [4] . و إن من مشى إلى المسجد لم يضع رجلا على رطب و لا يابس إلاّ سبحّت له الأرض إلى الأرضين السابعة [5] . و إنّه ما عبد اللّه بشيء مثل الصمت، و المشي
[1] ثواب الاعمال: 47 باب ثواب من كان القرآن حديثه و المسجد بيته.
[2] ثواب الاعمال: 46 باب ثواب الاختلاف الى المساجد.
[3] الخصال: 2/342 باب سبعة في ظل عرش اللّه يوم القيامة، عن ابي سعيد الخدري او عن ابي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: سبعة يظلهم اللّه في ظله يوم لا ظلّ إلا ظلّه: امام عادل، و شاب نشأ في عبادة اللّه عزّ و جلّ، و رجل قلبه متعلّق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود اليه، و رجلان كانا في طاعة اللّه عزّ و جلّ فاجتمعا على ذلك و تفرقا، و رجل ذكر اللّه خاليا ففاضت عيناه، و رجل دعته امرأة ذات حسب و جمال فقال: اني اخاف اللّه، و رجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا يعلم[خ. ل: تعلم]شماله ما يتصدق بيمينه.