نحمدك يا من ارانا بمرآة الرشاد كمال معرفته، فدعانا كمال معرفته الى شكر نعمته، فشكرنا فكان شكرنا من آثار رحمته، و نصلّي على رسولك المصطفى و آله المستكملين الشّرفا.
اما بعد، فان ابهى ما رسمته اكف البيان، و اتم نور تجلّى في سماء البرهان، كتاب لا ياتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، فجلّ عن الافصاح بشأوه، و الاطواء بوصفه، كيف لا و هو مجمع بحري السنن و الاداب، و كتاب جواهر و جواهر كتاب، فاكرم بيد صاغت ابريز بيانه و معانيه، و حيّا اللّه تعالى منظّم درره و لآليه، كتاب لم يؤت بمثله، و هو للكمال مثال، و لكل شيء مرآة و لا كـ «مرآة الكمال» حيث لم ينسج ناسج على منواله، فكأنه بزغ لإتمام الدين و إكماله، فما هو إلاّ رياض علوم يانعة الأثمار و حدائق دررها بحار الأنوار، و كفى به كافيا في سننه و آدابه، و وافيا بتهذيب فصوله و أبوابه، انّى و ناظم درره و لآليه في سلك بيانه وحيد زمانه و فريد اوانه، من يشير إليه العلم ببنانه، السابق في حلبات ميدانه، بحر العلم الخضم، و بدر الفضل الأتم، و طود الحلم الأشم، الحجة اللائحة للدين، و الآية الواضحة للعالمين، من سما فحلّق و سبق حيث لم