responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 97

(1) - قوله «كَمْ تَرَكُوا» في موضع نصب بأنه صفة موصوف محذوف و هو مفعول تركوا و تقديره شيئا كثيرا تركوا كذلك خبر مبتدإ محذوف أي الأمر كذلك.

المعنى‌

ثم ذكر سبحانه تمام قصة موسى بأن قال «فَدَعََا رَبَّهُ» أي فدعا موسى ربه حين يئس من قومه أن يؤمنوا به فقال «أَنَّ هََؤُلاََءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ» أي مشركون لا يؤمنون عن الكلبي و مقاتل فكأنه قال اللهم عجل لهم مما يستحقونه بكفرهم ما يكونون به نكالا لمن بعدهم و ما دعا عليهم إلا بعد أن أذن له في ذلك و قوله‌} «فَأَسْرِ بِعِبََادِي لَيْلاً» الفاء وقعت موقع الجواب و التقدير فأجيب بأن قيل له فأسر بعبادي أمره سبحانه أن يسير بأهله و بالمؤمنين به ليلا حتى لا يردهم فرعون إذا خرجوا نهارا و أعلمه بأنه سيتبعهم فرعون بجنوده بقوله «إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ` وَ اُتْرُكِ اَلْبَحْرَ رَهْواً» أي ساكنا على ما هو به إذا قطعته و عبرته و كان قد ضربه بالعصا فانفلق لبني إسرائيل فأمره الله سبحانه أن يتركه كما هو ليغرق فرعون و قومه عن ابن عباس و مجاهد و قيل رهوا أي منفتحا منكشفا حتى يطمع فرعون في دخوله عن أبي مسلم قال قتادة لما قطع موسى البحر عطف ليضرب البحر بعصاه ليلتئم و خاف أن يتبعه فرعون و جنوده فقيل له و اترك البحر رهوا أي كما هو طريقا يابسا} «إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ» سيغرقهم الله تعالى ثم أخبر سبحانه عن حالهم بعد إهلاكهم فقال‌} «كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنََّاتٍ» رائعة «وَ عُيُونٍ» جارية «وَ زُرُوعٍ» كثيرة «وَ مَقََامٍ كَرِيمٍ» أي مجالس شريفة و منازل خطيرة و قيل هي المناظر الحسنة و مجالس الملوك عن مجاهد و قيل منابر الخطباء عن ابن عباس و قيل المقام الكريم الذي يعطي اللذة كما يعطي الرجل الكريم الصلة عن علي بن عيسى «وَ نَعْمَةٍ كََانُوا فِيهََا فََاكِهِينَ» أي و تنعم وسعة في العيش كانوا ناعمين متمتعين كما يتمتع الآكل بأنواع الفواكه «كَذََلِكَ» قال الكلبي معناه كذلك أفعل بمن عصاني «وَ أَوْرَثْنََاهََا قَوْماً آخَرِينَ» إيراث النعمة تصييرها إلى الثاني بعد الأول بغير مشقة كما يصير الميراث إلى أهله على تلك الصفة فلما كانت نعمة قوم فرعون وصلت بعد هلاكهم إلى غيرهم كان ذلك إيراثا من الله لهم و أراد بقوم آخرين بني إسرائيل لأنهم رجعوا إلى مصر بعد هلاك فرعون } «فَمََا بَكَتْ عَلَيْهِمُ اَلسَّمََاءُ وَ اَلْأَرْضُ» اختلف في معناه على وجوه (أحدها) أن معناه لم تبك عليهم أهل السماء و الأرض لكونهم مسخوطا عليهم عن الحسن فيكون مثل قوله‌ حَتََّى تَضَعَ اَلْحَرْبُ أَوْزََارَهََا أي أصحاب الحرب و نحوه قول الحطيئة :

و شر المنايا ميت وسط أهله # كهلك الفتى قد أسلم الحي حاضرة

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست