responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 95

(1) - ينتصب بمضمر دل عليه منتقمون و لا ينتصب بقوله «مُنْتَقِمُونَ» لأن ما بعد أن لا يعمل فيما قبله.

المعنى‌

ثم لما أخبر سبحانه أن الدخان يغشى الناس عذابا لهم و أنهم قالوا و يقولون على ما فيه من الخلاف هذا عذاب أليم حكى عنهم أيضا قولهم «رَبَّنَا اِكْشِفْ عَنَّا اَلْعَذََابَ إِنََّا مُؤْمِنُونَ» بمحمد ص و القرآن قال سبحانه‌} «أَنََّى لَهُمُ اَلذِّكْرى‌ََ» أي من أين لهم التذكر و الاتعاظ و كيف يتذكرون و يتعظون‌ «وَ قَدْ جََاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ» أي و حالهم أنهم قد جاءهم رسول ظاهر الصدق و الدلالة} «ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ» أي أعرضوا عنه و لم يقبلوا قوله «وَ قََالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ» أي هو معلم يعلمه بشر مجنون بادعاء النبوة ثم قال سبحانه‌} «إِنََّا كََاشِفُوا اَلْعَذََابِ» أي عذاب الجوع و الدخان «قَلِيلاً» أي زمانا قليلا يسيرا إلى يوم بدر عن مقاتل «إِنَّكُمْ عََائِدُونَ» في كفركم و تكذيبكم فلما كشف الله سبحانه ذلك عنهم بدعاء النبي ص و استسقائه لهم عادوا إلى تكذيبه هذا على تأويل من قال إن ذلك الدخان كان وقت النبي ص فأما على القول الآخر فمعناه أنكم عائدون إلى العذاب الأكبر و هو عذاب جهنم و القليل مدة ما بين العذابين‌} «يَوْمَ نَبْطِشُ اَلْبَطْشَةَ اَلْكُبْرى‌ََ» أي‌و اذكر لهم ذلك اليوم يعني يوم بدر على القول الأول قالوا لما كشف عنهم الجوع عادوا إلى التكذيب فانتقم الله منهم يوم بدر و على القول الآخر البطشة الكبرى تكون يوم القيامة و البطش هو الأخذ بشدة وقع الألم «إِنََّا مُنْتَقِمُونَ» منهم ذلك اليوم ثم قال سبحانه‌} «وَ لَقَدْ فَتَنََّا قَبْلَهُمْ» أقسم سبحانه أنه فتن قبل كفار قوم النبي ص «قَوْمَ فِرْعَوْنَ » أي اختبرهم و شدد عليهم التكليف لأن الفتنة شدة التعبد و أصلها الإحراق بالنار لخلاص الذهب من الغش و قيل إن الفتنة معاملة المختبر ليجازي بما يظهر دون ما يعلم مما لا يظهر «وَ جََاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ» أي كريم الأخلاق و الأفعال بالتجاوز و الصفح و الدعاء إلى الصلاح و الرشد و قيل‌كريم عند الله بما استحق بطاعته من الإكرام و الإعظام و قيل كريم شريف في قومه من بني إسرائيل } «أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبََادَ اَللََّهِ» هذا من قول موسى (ع) لفرعون و قومه و المعنى أطلقوا بني إسرائيل من العذاب و التسخير فإنهم أحرار فهو كقوله‌ «فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرََائِيلَ » فيكون عباد الله مفعول أدوا و قال الفراء معناه أدوا إلي ما أمركم به يا عباد الله «إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ» على ما أؤديه و أدعوكم إليه‌} «وَ أَنْ لاََ تَعْلُوا عَلَى اَللََّهِ» أي لا تتجبروا على الله بترك طاعته عن الحسن و قيل لا تتكبروا على أولياء الله بالبغي عليهم و قيل: لا تبغوا عليه بكفران نعمه و افتراء الكذب عليه عن ابن عباس و قتادة «إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطََانٍ مُبِينٍ» أي بحجةواضحة يظهر الحق معها و قيل بمعجز ظاهر

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست