responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 90

(1) - تعلمون بالتاء فالوجه فيه أنه على تقدير قل لهم فسوف تعلمون و وجه الياء أن يحمل على الغيبة التي هي فاصفح عنهم و قوله «وَ قُلْ سَلاََمٌ» تقديره و قل أمرنا و أمركم سلام أي متاركة.

المعنى‌

ثم ذكر سبحانه أنه لا شفاعة لمعبوديهم فقال‌ «وَ لاََ يَمْلِكُ اَلَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ» أي الذي يدعوه الكفار إلها و يوجهون عبادتهم إليه من الأصنام و غيرها «اَلشَّفََاعَةَ» لمن يعبدهم كما توهمه الكفار و هي مسألة الطالب العفو عن غيره و إسقاط العقاب عنه «إِلاََّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ» و هم عيسى بن مريم و عزير و الملائكة استثناهم سبحانه ممن عبد من دون الله فإن لهم عند الله منزلة الشفاعة عن قتادة و قيل معناه لا يملك أحد من الملائكة و غيرهم الشفاعة إلا لمن شهد بالحق أي شهد أن لا إله إلا الله و ذلك أن النضر بن الحارث و نفرا من قريش قالوا إن كان ما يقوله محمد حقا فنحن نتولى الملائكة و هم أحق بالشفاعة لنا منه فنزلت الآية فالمعنى أنهم يشفعون للمؤمنين بإذن الله «وَ هُمْ يَعْلَمُونَ» أي يعلمون بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم و في هذا دلالة على أن حقيقة الإيمان هو الاعتقاد بالقلب و المعرفة لأن الله شرط مع الشهادة العلم‌و هو ما اقتضى طمأنينة القلب إلى ما اعتقده بحيث لا يتشكك إذا شكك و لا يضطرب إذا حرك‌} «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ» يا محمد «مَنْ خَلَقَهُمْ» أي أخرجهم من العدم إلى الوجود «لَيَقُولُنَّ اَللََّهُ» لأنهم يعلمون ضرورة أن أصنامهم لم تخلقهم «فَأَنََّى يُؤْفَكُونَ» أي فكيف يصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره «وَ قِيلِهِ يََا رَبِّ إِنَّ هََؤُلاََءِ قَوْمٌ لاََ يُؤْمِنُونَ» قال قتادة هذا نبيكم يشكو قومه إلى ربه و ينكر عليهم تخلفهم عن الإيمان و ذكر أن قراءة عبد الله و قال الرسول يا رب أن هؤلاء قوم لا يؤمنون و على هذا فالهاء في «وَ قِيلِهِ» يعود إلى النبي ص } «فَاصْفَحْ عَنْهُمْ» أي فأعرض عنهم يا محمد بصفح وجهك كما قال‌ وَ أَعْرِضْ عَنِ اَلْجََاهِلِينَ «وَ قُلْ سَلاََمٌ» أي مداراة و متاركة و قيل هو سلام هجران و مجانبة لا سلام تحية و كرامة كقوله‌ «سَلاََمٌ عَلَيْكُمْ لاََ نَبْتَغِي اَلْجََاهِلِينَ» و قيل معناه قل ما تسلم به من شرهم و أذاهم و هذا منسوخ بآية السيف عن قتادة و قيل معناه فاصفح عن سفههم و لا تقابلهم بمثله. ندبه سبحانه إلى الحلم فلا يكون منسوخا عن الحسن ثم هددهم سبحانه بقوله «فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ» يعني يوم القيامة إذا عاينوا ما يحل بهم من العذاب.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست