نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 9
(1) - ثم زينها بالمصابيح ليدل ذلك على أنه سبحانه قادر لنفسه لا يعجزه شيء. عالم لذاته لا يخفى عليه شيء. غني لا يحتاج و كلما سواه محتاج إليه سبحانه و تعالى} «فَقَضََاهُنَّ» أي صنعهنو أحكمهن و فرغ من خلقهن «سَبْعَ سَمََاوََاتٍ فِي يَوْمَيْنِ» يوم الخميس و الجمعة قال السدي إنما سمي جمعة لأنه جمع فيه خلق السماوات و الأرض «وَ أَوْحىََ فِي كُلِّ سَمََاءٍ أَمْرَهََا» أي خلق فيها ما أراده من ملك و غيره عن السدي و قتادة و قيل معناه و أمر في كل سماء بما أراد عن مقاتل و قيل و أوحى إلى أهل كل سماء من الملائكة ما أمرهم به من العبادة عن علي بن عيسى «وَ زَيَّنَّا اَلسَّمََاءَ اَلدُّنْيََا بِمَصََابِيحَ» سمي الكواكب مصابيح لأنه يقع الاهتداء بها كقوله «وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ»«وَ حِفْظاً» أي و حفظناها من استماع الشياطين قيل بالكواكب حفظا «ذََلِكَ» الذي ذكر «تَقْدِيرُ اَلْعَزِيزِ» في ملكه لا يمتنع عليه شيء «اَلْعَلِيمِ» بمصالح خلقه لا يخفى عليه شيء ثم عقب سبحانه دلائل التوحيد بذكر الوعيد لأهل الشرك و الجحود من العبيد فقال} «فَإِنْ أَعْرَضُوا» عن الإيمان بك بعد هذا البيان «فَقُلْ» يا محمد لهم مخوفا إياهم «أَنْذَرْتُكُمْ صََاعِقَةً مِثْلَ صََاعِقَةِ عََادٍ وَ ثَمُودَ » أي استعدوا للعذاب فقد خوفتكم عذابا مثل عذاب عاد و ثمود لما أعرضوا عن الإيمان و الصاعقة المهلكة من كل شيء و هي في العرف اسم للنار التي تنزل من السماء فتحرق} «إِذْ جََاءَتْهُمُ اَلرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ» . إذ متعلقة بقوله «صََاعِقَةً» و التقدير نزلت بهم حين أتتهم الرسل من قبلهم و من بعدهم عن ابن عباس يعني به الرسل الذين جاءوا آباءهم و الرسل الذين جاءوهم في أنفسهم لأنهم كانوا خلف من جاء آباءهم من الرسل فيكون الهاء و الميم في من خلفهم للرسل و قيل معناه أن منهم من تقدم زمانهم و منهم من تأخر قال البلخي و يجوز أن يكون المراد: أتاهم أخبار الرسل من هاهنا و من هاهنا «أَلاََّ تَعْبُدُوا» أي أرسلناهم بأن لا تعبدوا «إِلاَّ اَللََّهَ» وحده و لا تشركوا بعبادته غيره «قََالُوا» أي فقال المشركون عند ذلك «لَوْ شََاءَ رَبُّنََا» أن نؤمن به و نخلع الأنداد «لَأَنْزَلَ مَلاََئِكَةً» تدعونا إلى ذلك و لم يبعث بشرا مثلنا و كأنهمأنفوا من الانقياد لبشر مثلهم و جهلوا أن الله تعالى يبعث الأنبياء على حسب ما يعلمه من مصالح عباده و يعلم من يصلح للقيام بأعباء النبوة «فَإِنََّا بِمََا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كََافِرُونَ» أي أظهروا الكفر بهم و الجحود ثم فصل سبحانه أخبارهم فقال} «فَأَمََّا عََادٌ فَاسْتَكْبَرُوا» أي تجبروا و عتوا «فِي اَلْأَرْضِ» و تكبروا على أهلها «بِغَيْرِ اَلْحَقِّ» أي بغير حق جعله الله لهم بل للكفر المحض و الظلم الصراح «وَ قََالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنََّا قُوَّةً» اغتروا
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 9