responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 69

(1) - فيه سواء و المعنى أنا ذو براء منك كما قالوا رجل عدل و قوم عدل أي ذو عدل و ذوو عدل.

المعنى‌

«وَ إِذْ قََالَ إِبْرََاهِيمُ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ» حين رآهم يعبدون الأصنام و الكواكب «إِنَّنِي بَرََاءٌ» أي بري‌ء «مِمََّا تَعْبُدُونَ» ثم استثنى خالقه من جملة ما كانوا يعبدون فقال «إِلاَّ اَلَّذِي فَطَرَنِي» أي سوى الله الذي خلقني و ابتدأني و تقديره إلا من الذي فطرني قال قتادة : كانوا يقولون الله ربنا مع عبادتهم الأوثان «فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ» إلى طريق الجنة بلطف من ألطافه و قيل سيهديني إلى الحق بما نصب لي من الأدلة و فيه بيان ثقته بالله تعالى و دعاء لقومه إلى أن يطلبوا الهداية من عنده‌} «وَ جَعَلَهََا كَلِمَةً بََاقِيَةً فِي عَقِبِهِ» أي جعل كلمة التوحيدو هي قول لا إله إلا الله كلمة باقية في ذرية إبراهيم و نسله فلم يزل فيهم من يقولها عن قتادة و مجاهد و السدي و قيل جعل هذه الكلمة التي قالها إبراهيم و هو براءة من الشرك باقية في ولده من بعده و قيل الكلمة الباقية في عقبه هي الإمامة إلى يوم الدين عن أبي عبد الله (ع)

و اختلف في عقبه من هم فقيل ذريته و ولده عن ابن عباس و مجاهد و قيل ولده إلى يوم القيامة عن الحسن و قيل هم آل محمد عن السدي «لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» أي لعلهم يتوبون و يرجعون عما هم عليه إلى الاقتداء بأبيهم إبراهيم في توحيد الله تعالى كمااقتدى الكفار بآبائهم عن الفراء و الحسن و قيل لعلهم يرجعون عما هم عليه إلى عبادة الله تعالى ثم ذكر سبحانه نعمه على قريش فقال‌} «بَلْ مَتَّعْتُ هََؤُلاََءِ وَ آبََاءَهُمْ» المشركين بأنفسهم و أموالهم و أنواع النعم و لم أعاجلهم بالعقوبة لكفرهم «حَتََّى جََاءَهُمُ اَلْحَقُّ» أي القرآن عن السدي و قيل الآيات الدالة على الصدق «وَ رَسُولٌ مُبِينٌ» يبين الحق و يظهره و هو محمد ص «وَ لَمََّا جََاءَهُمُ اَلْحَقُّ» أي القرآن «قََالُوا هََذََا سِحْرٌ» أي حيلة خفية و تمويه «وَ إِنََّا بِهِ كََافِرُونَ» جاحدون لكونه من قبل الله تعالى.

النظم‌

وجه اتصال قصة إبراهيم (ع) بما قبلها أنه سبحانه لما ذم التقليدو أوجب اتباع الحق و الدليل أتبعه بذكر إبراهيم الخليل حيث أتبع الحجة و أوضح المحجة و قيل أنه سبحانه لما ذم التقليد و ذكر أن الكفار أبوا إلا ذلك ذكر أن تقليد إبراهيم أولى لأنهم من أولاده و ذريته و يدعون إنهم على طريقته و إنما اتصل قوله «بَلْ مَتَّعْتُ هََؤُلاََءِ وَ آبََاءَهُمْ» بما تقدمه من ذكر إعراضهم عن الحجة و تعويلهم على التقليد فبين سبحانه أنهم أتوا من قبل نفوسهم فقد أزيحت علتهم بأن أمهلوا و متعوا ثم جاءهم الحق فلم يؤمنوا.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست