نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 65
(1) - بينهما ألفا و قرأ الباقون «أَ شَهِدُوا» بفتح الألف و الشين.
الحجة
قال أبو علي يقال نشأت السحابة و نشأ الغلام فإذا نقل هذا الفعل بالهمزة كقوله يُنْشِئُ اَلسَّحََابَ اَلثِّقََالَثُمَّ أَنْشَأْنََاهُ خَلْقاً آخَرَ تعدى إلى مفعول و من قرأ «يُنَشَّؤُا» كان مثل فرح و أفرح و غرم و أغرم و موضعمن نصب على تقدير اتخذوا له من ينشأ في الحلية على وجه التقريع لهم بما افتروه كما قال تعالى أَمْ لَهُ اَلْبَنََاتُ وَ لَكُمُ اَلْبَنُونَ و حجة من قرأ «عِبََادُ اَلرَّحْمََنِ» قوله «بَلْ عِبََادٌ مُكْرَمُونَ» و حجة من قرأ عند الرحمن قوله «وَ مَنْ عِنْدَهُ لاََ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبََادَتِهِ وَ لاََ يَسْتَحْسِرُونَ» و قوله «إِنَّ اَلَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لاََ يَسْتَكْبِرُونَ» و في هذا دلالة على رفع المنزلة و التقريب كما قال «وَ لاَ اَلْمَلاََئِكَةُ اَلْمُقَرَّبُونَ» و ليس من قرب المسافة و شهدت تستعمل على ضربين (أحدهما) بمعنى الحضور (و الآخر) بمعنى العلم و الذي بمعنى الحضور يتعدى إلى مفعول به يدلك على ذلك قوله:
"و يوم شهدناه سليما و عامرا "
تقديره شهدنا فيه سليما و من ذلك قوله:
شهدنا فما تلقى لنا من كتيبة # يد الدهر إلا جبرئيل أمامها
فهذا محذوف المفعول و التقدير فيه شهدنا المعركة فهذا الضرب إذا نقل بالهمزة تعدى إلى مفعولين تقول شهد زيد المعركة و أشهدته إياها و من ذلك قوله «مََا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» و أما شهدت الذي بمعنى علمت فيستعمل على ضربين (أحدهما) أن يكون قسما (و الآخر) أن يكون غير قسم فاستعمالهم إياه قسما كاستعمالهم علم الله و يعلم الله قسمين تقول علم الله لأفعلن فيتلقاه ما يتلقى الأقسام و أنشد سيبويه :
و لقد علمت لتأتين منيتي # إن المنايا لا تطيش سهامها
و حكي أن زفر كان يذهب إلى أنه إذا قال أشهد بالله كان يمينا و إن قال أشهد و لم يقل بالله لم يره يمينا و قال محمد الشيباني أشهد غير موصولة بقوله بالله مثل أشهد موصولة بقولك بالله في أنه يمين و استشهد على ذلك بقوله «قََالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اَللََّهِ» ثم قال «وَ اَللََّهُ يَشْهَدُ إِنَّ اَلْمُنََافِقِينَ لَكََاذِبُونَ ` اِتَّخَذُوا أَيْمََانَهُمْ جُنَّةً» فجعله يمينا و لم يوصل بقوله بالله و أما شهدت الذي يراد به علمت و لا يراد به حضرت فهو ضرب من العلم مخصوص فكل شهادة علم و ليس كل علم شهادة و مما يدل على اختصاصه في العلم أنه لو قال عند الحاكم أعلم أن لزيد على عمرو عشرة لم يحكم بهاحتى يقول أشهد فالشهادة مثل التيقن في أنه ضرب
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 65