responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 63

(1) - الإقران الإطاقة يقال أقرنت لهذا البعير أي أطقته .

ـ

المعنى‌

ثم أكد سبحانه ما قدمه بقوله «وَ اَلَّذِي نَزَّلَ مِنَ اَلسَّمََاءِ مََاءً» أي غيثا و مطرا «بِقَدَرٍ» أي بقدر الحاجة لا زائدا عليها فيفسد و لا ناقصا عنها فيضر و لا ينفع و في ذلك دلالةعلى أنه واقع من قادر مختار قد قدره على ما تقتضيه الحكمة لعلمه بذلك «فَأَنْشَرْنََا» أي فأحيينا «بِهِ» أي بذلك المطر «بَلْدَةً مَيْتاً» أي جافة يابسة بإخراج النبات و الأشجار و الزروع و الثمار «كَذََلِكَ» أي مثل ما أخرج النبات من الأرض اليابسة «تُخْرَجُونَ» من قبوركم يوم البعث‌} «وَ اَلَّذِي خَلَقَ اَلْأَزْوََاجَ كُلَّهََا» يعني أزواج الحيوان من ذكر و أنثى و قيل معناه خلق الأشكال جميعها من الحيوان و الجماد فمن الحيوان الذكر و الأنثى و من غير الحيوان مما هو كالمقابل كالحلو و المر و الرطب و اليابس و غير ذلك‌و قيل الأزواج الشتاء و الصيف و الليل و النهار و الشمس و القمر و السماء و الأرض و الجنة و النار عن الحسن «وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ اَلْفُلْكِ» أي السفن «وَ اَلْأَنْعََامِ» من الإبل و البقر عن سعيد بن جبير و قيل الإبل «مََا تَرْكَبُونَ» في البحر و البر} «لِتَسْتَوُوا عَلى‌ََ ظُهُورِهِ» بين سبحانه أن الغرض في خلق ما ذكر لتستووا على ظهور ما جعل لكم فالضمير في ظهوره يعود إلى لفظ ما «ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اِسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ» فتشكروا على تلك النعمة التي هي تسخير ذلك المركب «وَ تَقُولُوا» معترفين بنعمه منزهين له عن شبه المخلوقين «سُبْحََانَ اَلَّذِي سَخَّرَ لَنََا هََذََا» المركب أي ذلله لنا حتى ركبناه «وَ مََا كُنََّا لَهُ مُقْرِنِينَ» أي مطيقين مقاومين في القوة «وَ إِنََّا إِلى‌ََ رَبِّنََا لَمُنْقَلِبُونَ» أي و لتقولوا أيضا ذلك و معناه و إنا إلى الله راجعون في آخر عمرنا على مركب آخر و هو الجنازة قال قتادة قد علمكم كيف تقولون إذا ركبتم و روي عن ابن عمر أن رسول الله ص كان إذا استوى على بعيره خارجا في سفر كبر ثلاثا و قال «سُبْحََانَ اَلَّذِي سَخَّرَ لَنََا هََذََا وَ مََا كُنََّا لَهُ مُقْرِنِينَ ` وَ إِنََّا إِلى‌ََ رَبِّنََا لَمُنْقَلِبُونَ» اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر و التقوى و العمل بما ترضى اللهم هون علينا سفرنا و اطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر و الخليفة في الأهل و المال اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر و كآبة المنقلب و سوء المنظر في الأهل و المال و إذا رجع قال آئبون تائبون لربنا حامدون أورده مسلم في الصحيح و روى العياشي بإسناده عن أبي عبد الله (ع) قال ذكر النعمة أن تقول الحمد لله الذي هدانا للإسلام و علمنا القرآن و من علينا بمحمد ص و تقول بعده «سُبْحََانَ اَلَّذِي سَخَّرَ لَنََا هََذََا» إلى آخره‌ ثم رجع سبحانه إلى ذكر الكفار الذين تقدم ذكرهم فقال‌} «وَ جَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبََادِهِ جُزْءاً»

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست