responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 6

(1) - و فيه دلالة على أن الكفار مخاطبون بالشرائع و هذا هو الظاهر و قيل معناه لا يطهرون أنفسهم من الشرك بقول لا إله إلا الله فإنها زكاة الأنفس عن عطاء عن ابن عباس و هذا كما يقال أعطى فلان من نفسه الطاعة أي ألزمها نفسه‌و قد وصف سبحانه الكفر بالنجاسة بقوله‌ إِنَّمَا اَلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ و ذكر الزكاة بمعنى التطهير في قوله‌ خَيْراً مِنْهُ زَكََاةً و قيل معناه لا يقرون بالزكاة و لا يرون إيتاءها و لا يؤمنون بها عن الحسن و قتادة و عن الكلبي عابهم الله بها و قد كانوا يحجون و يعتمرون و قيل لا ينفقون في‌الطاعة و لا يتصدقون عن الضحاك و مقاتل و كان يقول الزكاة قنطرة الإسلام و قال الفراء الزكاة في هذا الموضع أن قريشا كانت تطعم الحاج و تسقيهم فحرموا ذلك على من آمن بمحمد ص } «وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كََافِرُونَ» و هم مع ذلك يجحدون بما أخبر الله تعالى به من أحوال الآخرة ثم عقب سبحانه ما ذكره من وعيد الكافرين بذكر الوعد للمؤمنين فقال‌} «إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا» أي صدقوا بأمر الآخرة من الثواب و العقاب «وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ» أي الطاعات «لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ» أي لهم جزاء على ذلك غير مقطوع بل هو متصل دائم و يجوز أن يكون معناه أنه لا أذى فيه من المن الذي يكدر الصنيعة ثم وبخهم سبحانه على كفرهم فقال‌} «قُلْ» يا محمد لهم على وجه الإنكار عليهم «أَ إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ اَلْأَرْضَ» و هذا استفهام تعجيب‌أي كيف تستجيزون أن تكفروا و تجحدوا نعمة من خلق الأرض «فِي يَوْمَيْنِ» أي في مقدار يومين «وَ تَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدََاداً» أي أمثالا و أشباها تعبدونهم و في هذا دلالة على أنه سبحانه إنما يستدل على إثبات ذاته و صفاته بأفعاله فهي دالة على إثبات صفاته إما بنفسها كما يدل صحة الفعل على كونه قادرا و أحكامه على كونه عالما و إما بواسطة كما يدل كونه قادرا عالما على كونه حيا موجودا سميعا بصيرا «ذََلِكَ رَبُّ اَلْعََالَمِينَ» أي ذلك الذي خلق الأرض في يومين خالق العالمين و مالك التصرف فيهم‌} «وَ جَعَلَ فِيهََا» أي في الأرض «رَوََاسِيَ» أي جبالا راسيات ثابتات «مِنْ فَوْقِهََا» أي من فوق الأرض «وَ بََارَكَ فِيهََا» بما خلق فيها من المنافع و قيل بأن أنبت شجرها من غير غرس و أخرج نبتها من غير زرع و بذر و أودعهامما ينتفع به العباد عن السدي «وَ قَدَّرَ فِيهََا أَقْوََاتَهََا» أي قدر في الأرض أرزاق أهلها على حسب الحاجة إليها في قوام أبدان الناس و سائر الحيوان و قيل قدر في كل بلدة منها ما لم يجعله في أخرى ليعيش بعضهم من بعض بالتجارة من بلد إلى بلد «فِي أَرْبَعَةِ أَيََّامٍ» أي في تتمة أربعة أيام من حين ابتداء الخلق فاليومان الأولان داخلان فيها كما تقول خرجت من البصرة إلى بغداد في عشرة أيام و إلى الكوفة في خمسة عشر يوما أي في تتمة خمسة عشر يوما «سَوََاءً لِلسََّائِلِينَ» أي مستوية كاملة من غير زيادة و لا نقصان للسائلين عن مدة خلق الأرض و قيل معناه للذين‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست