responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 57

(1) - فجعل يرسل حالا فإن الجار في قوله «أَوْ مِنْ وَرََاءِ حِجََابٍ» متعلق بمحذوف و يكون في الظرف ذكر من ذي الحال فيكون قوله «إِلاََّ وَحْياً» على هذا التقدير مصدراوقع موقع الحال كقولك جئت ركضا و أتيت عدوا و يكون من في أنه مع ما انجر به في موضع الحال كقوله «وَ مِنَ اَلصََّالِحِينَ» بعد قوله‌ «وَ يُكَلِّمُ اَلنََّاسَ فِي اَلْمَهْدِ وَ كَهْلاً» و معنى «أَوْ مِنْ وَرََاءِ حِجََابٍ» فمن قدر الكلام استثناء منقطعا أو حالا، يكلمهم غير مجاهر لهم بكلامه يريد أن كلامه يسمع و يحدث من حيث لا يرى كما يرى سائر المتكلمين و ليس أن ثم حجابا يفصل موضعا من موضع فيدل ذلك على تحديد المحجوب و من رفع يرسل كان في موضع نصب على الحال و المعنى هذا كلامه إياهم كما يقول تحيتك الضرب و عتابك السيف.

ـ

المعنى‌

ثم ذكر سبحانه أجل النعم و هي النبوة فقال «وَ مََا كََانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللََّهُ» أي ليس لأحد من البشر أن يكلمه الله «إِلاََّ» أن يوحي إليه «وَحْياً» و هو داود أوحي في صدره فزبر الزبور «أَوْ مِنْ وَرََاءِ حِجََابٍ» أي و يكلمه من وراء حجاب و هو موسى (ع) «أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً» و هو جبرائيل أرسل إلى محمد ص عن مجاهد وقيل معناه ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا بمثل ما يكلم به عباده من الأمر بطاعته و النهي عن معاصيه و تنبيه إياهم على ذلك من جهة الخاطر أو المنام و ما أشبه ذلك على سبيل الوحي و سماه وحيا لأن الوحي في اللغة ما جرى مجرى الإيماء و التنبيه على الشي‌ء من غير أن يفصح به «أَوْ مِنْ وَرََاءِ حِجََابٍ» و هو أن يحجب ذلك الكلام عن جميع خلقه إلا من يريد أن يكلمه به نحو كلامه لموسى (ع) لأنه حجب ذلك عن جميع الخلق إلا عن موسى (ع) وحده و في المرة الثانية حجبه عن جميع الخلق إلا عن موسى و السبعين الذين كانوا معه و قد يقال أنه حجب عنهم موضع الكلام الذي أقام الكلام فيه فلم يكونوا يدرون من أين يسمعونه لأن الكلام عرض لا يقوم إلا في جسم و لا يجوز أن يكون أراد بقوله أن الله تعالى كان من وراء حجاب يكلم عباده لأن الحجاب لا يجوز إلا على الأجسام المحدودة و عنى بقوله «أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مََا يَشََاءُ» إرساله ملائكته بكتبه و كلامه إلى أنبيائه ليبلغوا ذلك عنه عباده فهذا أيضا ضرب من الكلام الذي يكلم الله به عباده‌و يأمرهم فيه و ينهاهم من غير أن يكلمهم على سبيل ما كلم به موسى و هو خلاف الوحي الذي ذكر في أول الآية لأنه تنبيه خاطر و ليس فيه إفصاح عن أبي علي الجبائي و قال الزجاج معناه أن كلام الله للبشر إما أن يكون بإلهام يلهمهم أو بكلام من وراء حجاب كما كلم موسى أو برسالة ملك إليهم فيوحي ذلك الرسول إلى المرسل إليه بإذن الله ما يشاء الله «إِنَّهُ عَلِيٌّ» عن الإدراك بالأبصار «حَكِيمٌ» في‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست