responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 422

(1) - (أحدهما) أنه جواب هل أدلكم و هو قول الفراء و أنكره أصحابنا البصريون و قالوا إن الدلالة على التجارة لا توجب المغفرة (و الآخر) أنه محمول على المعنى لأن قوله «تُؤْمِنُونَ بِاللََّهِ» معناه آمنوا بالله و رسوله و جاهدوا في سبيله و هو أمر جاء على لفظ الخبر و يدل على ذلك قراءة عبد الله بن مسعود آمنوا بالله و جاهدوا و لا يمتنع أن يأتي الأمر بلفظ الخبر كما أتى الخبر بلفظ الأمر في قوله‌ فَلْيَمْدُدْ لَهُ اَلرَّحْمََنُ مَدًّا المعنى فمد له الرحمن مدا لأن القديم تعالى لا يأمر نفسه و مثل ذلك أسمع بهم و أبصر لفظه أمر و معناه خبر و يجوز أن يكون قوله «تُؤْمِنُونَ» مرفوعا بسقوط أن و الموصول و الصلة في موضع جر على البدل من تجارة و تقديره هل أدلكم على تجارة إيمان بالله و قوله «وَ أُخْرى‌ََ» في موضع جر بأنها صفة لموصوف محذوف مجرور بالعطف على تجارة تقديره و على تجارة أخرى محبوبة و قال الزجاج تقديره و لكم تجارة أخرى فعلى هذا يكون أخرى صفة موصوف محذوف مرفوع بالابتداء و تحبونها صفة بعد صفة و نصر خبر مبتدإ محذوف تقديره هي نصر من الله. «مَنْ أَنْصََارِي إِلَى اَللََّهِ» إلى هاهنا بمعنى مع أي مع الله.

المعنى‌

لما تقدم ذكر الرسول عقبه سبحانه بذكر الدعاء إلى قبول قوله و نصرته و العمل بشريعته فقال «يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا» و هو خطاب للمؤمنين على العموم و قيل هو خطاب لمن تقدم ذكرهم في أول السورة «هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى‌ََ تِجََارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذََابٍ أَلِيمٍ» صورته صورة العرض و المراد به الأمر على سبيل التلطف في الاستدعاء إلى الإخلاص في الطاعة و المعنى هل ترغبون في تجارة منجية من العذاب الأليم و هو الإيمان بالله و رسوله و الجهاد في سبيل الله بالمال و النفس و ذلك قوله‌} «تُؤْمِنُونَ بِاللََّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُجََاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اَللََّهِ بِأَمْوََالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ» و إنما أنزل هذا لما قالوا لو نعلم أي الأعمال أفضل و أحب إلى الله لعملناه فجعل الله سبحانه ذلك العمل بمنزلة التجارة لأنهم يربحون فيها رضى الله و الفوز بالثواب و النجاة من العقاب «ذََلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» أي ما وصفته و ذكرته لكم أنفع لكم و خير عاقبة لو علمتم ذلك و اعترفتم بصحته و قيل إن معناه إن التجارة التي دللتكم عليها خير لكم من التجارة التي أنتم مشتغلون بها لأنها تؤدي إلى ربح لا يزول و لا يبيد و هذه تؤدي إلى ربح يزول و يبيد إن كنتم تعلمون مضار الأشياء و منافعها يغفر لكم ذنوبكم فإنكم إن علمتم بذلك «يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ يُدْخِلْكُمْ جَنََّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهََارُ وَ مَسََاكِنَ طَيِّبَةً» أي مواضع تسكنونها مستلذة مستطابة «فِي جَنََّاتِ عَدْنٍ» أي إقامةلا تبغون عنها حولا «ذََلِكَ اَلْفَوْزُ اَلْعَظِيمُ» لا ما يعده الناس فوزا من طول البقاء و ولاية الدنيا و سأل الحسن عمران بن الحصين و أبا هريرة عن تفسير قوله «وَ مَسََاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنََّاتِ عَدْنٍ» فقالا على الخبير سقطت‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست