responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 418

418

(1) - أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مََا لاََ تَفْعَلُونَ» قيل إن الخطاب للمنافقين و هو تقريع لهم بأنهم يظهرون الإيمان و لا يبطنونه و قيل إن الخطاب للمؤمنين و تعيير لهم أن يقولوا شيئا و لا يفعلونه قال الجبائي هذا على ضربين (أحدهما) أن يقول سأفعل و من عزمه أن لا يفعله فهذا قبيح مذموم‌ (و الآخر) أن يقول سأفعل و من عزمه أن يفعله و المعلوم أنه لا يفعله فهذا قبيح لأنه لا يدري أ يفعله أم لا و لا ينبغي في مثل هذا أن يقرن بلفظة إن شاء الله‌} «كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اَللََّهِ أَنْ تَقُولُوا مََا لاََ تَفْعَلُونَ» أي كبر هذا القول و عظم مقتا عند الله و هو أن تقولوا ما لا تفعلونه و قيل معناه كبر أن تقولوا ما لا تفعلونه و تعدوا من أنفسكم ما لا تفون به مقتا عند الله‌} «إِنَّ اَللََّهَ يُحِبُّ اَلَّذِينَ يُقََاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا» أي يصفون أنفسهم عند القتال صفا و قيل يقاتلون في سبيله مصطفين‌ «كَأَنَّهُمْ بُنْيََانٌ مَرْصُوصٌ» كأنه بني بالرصاص لتلاؤمه و شدة اتصاله و قيل كأنه حائط ممدود رص على البناء في إحكامه و اتصاله و استقامته أعلم الله سبحانه أنه يحب من ثبت في القتال و يلزم مكانه كثبوت البناء المرصوص و معنى محبة الله إياهم أنه يريد ثوابهم و منافعهم ثم ذكر سبحانه حديث موسى (ع) في صدق نيته و ثبات عزيمته على الصبر في أذى قومه تسلية للنبي ص في تكذيبهم إياه فقال‌} «وَ إِذْ قََالَ مُوسى‌ََ لِقَوْمِهِ يََا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَ قَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اَللََّهِ إِلَيْكُمْ» هذا إنكار عليهم إيذاءه بعد ما علموا أنه رسول الله و الرسول يعظم و يبجل و لا يؤذى و كان قومه آذوه بأنواع من الأذى و هو قولهم‌ اِجْعَلْ لَنََا إِلََهاً و فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ فَقََاتِلاََ و ما روي في قصة قارون أنه دس إليه امرأة و زعم أنه زنى بها و رموه بقتل هارون و قيل إن ذلك حين رموه بالأدرةو قد ذكرنا ذلك عند قوله‌ «لاََ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى‌ََ » الآية «فَلَمََّا زََاغُوا أَزََاغَ اَللََّهُ قُلُوبَهُمْ» أي فلما مالوا عن الحق و الاستقامة حلاهم و سوء اختيارهم و منعهم الألطاف التي يهدي بها قلوب المؤمنين كقوله‌ وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللََّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ عن أبي مسلم و قيل أزاغ الله قلوبهم عما يحبون إلى ما يكرهون و لا يجوز أن يكون المراد أزاغ الله قلوبهم عن الإيمان لأن الله تعالى لا يجوز أن يزيغ أحدا عن الإيمان و أيضا فإنه يخرج الكلام عن الفائدة لأنهم إذا زاغوا عن الإيمان فقد حصلوا كفارا فلا معنى لقوله أزاغهم الله عن الإيمان «وَ اَللََّهُ لاََ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلْفََاسِقِينَ» أي لا يهديهم الله إلى الثواب و الكرامة و الجنة التي وعدها المؤمنين و قيل لا يفعل بهم الألطاف التي يفعلها بالمؤمنين بل يخليهم و اختيارهم عن أبي مسلم .

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 418
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست