responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 406

(1) - ربكم الذي خلقكم «إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهََاداً فِي سَبِيلِي وَ اِبْتِغََاءَ مَرْضََاتِي» و المعنى أن كان غرضكم في خروجكم و هجرتكم الجهاد و طلب رضاي فأوفوا خروجكم حقه من معاداتهم و لا تلقوا إليهم بالمودة و لا تتخذوهم أولياء «تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ» أي تعلمونهم في السر أن بينكم و بينهم مودة و قيل الباء للتعليل أي تعلمونهم بأحوال الرسول في السر بالمودة التي بينكم و بينهم فعل من يظن أنه يخفى علي ما يفعله «وَ أَنَا أَعْلَمُ بِمََا أَخْفَيْتُمْ وَ مََا أَعْلَنْتُمْ» لا يخفى علي شي‌ء من ذلك فأطلع رسولي عليه «وَ مَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ» أي و من أسر إليهم بالمودة و ألقى إليهم أخبار رسولي منكم يا جماعة المؤمنين بعد هذا البيان «فَقَدْ ضَلَّ سَوََاءَ اَلسَّبِيلِ» أي عدل عن طريق الحق و جار عن سبيل الرشد و في هذه الآية دلالة على أن الكبيرة لا تخرج عن الإيمان لأن أحد من المسلمين لا يقول إن حاطبا قد خرج من الإيمان بما فعله من الكبيرة الموبقة} «إِنْ يَثْقَفُوكُمْ» يعني أن هؤلاء الكفار أن يصادفوكم مقهورين و يظفروا بكم «يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدََاءً وَ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ» أي يمدوا إليكم أيديهم بالضرب و القتل و يبسطوا إليكم ألسنتهم بالشتم و المعنى أنهم يعادونكم و لا ينفعكم ما تلقون إليهم و لا يتركون غاية في إلحاق السوء بكم باليد و اللسان‌ «وَ وَدُّوا» مع ذلك «لَوْ تَكْفُرُونَ» بالله كما كفروا و ترجعون عن دينكم‌} «لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحََامُكُمْ» أي ذوو أرحامكم و المعنى قراباتكم «وَ لاََ أَوْلاََدُكُمْ» أي لا يحملنكم قراباتكم و لا أولادكم التي بمكة على خيانة النبي ص و المؤمنين فلن ينفعكم أولئك الذين عصيتم الله لأجلهم «يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ يَفْصِلُ» الله «بَيْنَكُمْ» فيدخل أهل الإيمان و الطاعة الجنة و أهل الكفر و المعصية النار و يميز بعضكم من بعض ذلك اليوم فلا يرى القريب المؤمن في الجنة قريبه الكافر في النار و قيل معناه يقضي بينكم من فصل القضاء «وَ اَللََّهُ بِمََا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» أي عليم بأعمالكم علم الله سبحانه بما عمله حاطب من مكاتبة أهل مكة حتى أخبر نبيه ص بذلك ثم ضرب سبحانه لهم إبراهيم مثلا في ترك موالاة الكفار فقال‌} «قَدْ كََانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» أي اقتداء حسن «فِي إِبْرََاهِيمَ » خليل الله «وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ» ممن آمن به و اتبعه‌و قيل الذين معه من الأنبياء عن ابن زيد «إِذْ قََالُوا لِقَوْمِهِمْ» الكفار «إِنََّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ» فلا نواليكم «وَ مِمََّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ» أي و براء من الأصنام التي تعبدونها و يجوز أن يكون ما مصدرية فيكون المعنى و من عبادتكم الأصنام «كَفَرْنََا بِكُمْ» أي يقولون لهم جحدنا دينكم و أنكرنا معبودكم «وَ بَدََا بَيْنَنََا وَ بَيْنَكُمُ اَلْعَدََاوَةُ وَ اَلْبَغْضََاءُ أَبَداً» فلا يكون بيننا موالاة في الدين «حَتََّى تُؤْمِنُوا بِاللََّهِ وَحْدَهُ» أي تصدقوا بوحدانية الله و إخلاص التوحيد و العبادة له قال الفراء يقول الله تعالى أ فلا تأتسي يا حاطب بإبراهيم و قومه فتبرأ من أهلك كما تبرؤا منهم أي من قومهم الكفار «إِلاََّ قَوْلَ إِبْرََاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ» أي اقتدوا بإبراهيم في كل أموره‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست