نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 359
(1) - مسعود و رواه البراء بن عازب عن النبي ص و روى العياشي بالإسناد عن منهال القصاب قال قلت لأبي عبد الله (ع) ادع الله أن يرزقني الشهادة فقال إن المؤمن شهيد و قرأ هذه الآية
و عن الحرث بن المغيرة قال كنا عند أبي جعفر (ع) فقال العارف منكم هذا الأمر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهد و الله مع قائم آل محمد (ع) بسيفه ثم قال بل و الله كمن جاهد مع رسول الله ص بسيفه ثم قال الثالثة بلو الله كمن استشهد مع رسول الله ص في فسطاطه و فيكم آية من كتاب الله و قلت و أي آية جعلت فداك قال قول الله (عز و جل) «وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا بِاللََّهِ وَ رُسُلِهِ أُولََئِكَ هُمُ اَلصِّدِّيقُونَ وَ اَلشُّهَدََاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ» ثم قال صرتم و الله صادقين شهداء عند ربكم و قيل إن الشهداء منفصل مما قبله مستأنف و المراد بالشهداء الأنبياء (ع) الذين يشهدون للأمم و عليهم و هو قول ابن عباس و مسروق و مقاتل بن حيان و اختاره الفراء و الزجاج و قيل هم الذين استشهدوا في سبيل الله عن مقاتل بن سليمان و ابن جرير «وَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآيََاتِنََا أُولََئِكَ أَصْحََابُ اَلْجَحِيمِ» يبقون فيها دائمين ثم زهد سبحانه المؤمنين في الدنيا و الركون إلى لذاتها فقال} «اِعْلَمُوا أَنَّمَا اَلْحَيََاةُ اَلدُّنْيََا» يعني أن الحياة في هذه الدار الدنيا «لَعِبٌ وَ لَهْوٌ» أي بمنزلة اللهو و اللعب إذ لا بقاء لذلك و لا دوام و يزول عن وشيك كما يزول اللهو و اللعب قال مجاهد كل لعب لهو و قيل اللعب ما رغب في الدنيا و اللهو ما ألهى عن الآخرة «وَ زِينَةٌ» تتزينون بها في الدنيا و قيل أراد بذلك أنها تتحلى في أعين أهلها ثم تتلاشى «وَ تَفََاخُرٌ بَيْنَكُمْ» أي يفاخر الرجل بها قرينة و جاره عن ابن عباس «وَ تَكََاثُرٌ فِي اَلْأَمْوََالِ وَ اَلْأَوْلاََدِ» قال يجمع ما لا يحل له تكاثرا به و يتطاول على أولياء الله بماله و ولده و خدمه و المعنى أنه يفني عمره في هذه الأشياء ثم بين سبحانه لهذه الحياة شبها فقال «كَمَثَلِ غَيْثٍ» أي مطر«أَعْجَبَ اَلْكُفََّارَ نَبََاتُهُ» أي أعجب الزراع ما ينبت من ذاك الغيث قال الزجاج و يجوز أن يكون المراد الكفار بالله لأن الكافر أشد إعجابا بالدنيا من غيره «ثُمَّ يَهِيجُ» أي يبيس «فَتَرََاهُ مُصْفَرًّا» و هو إذا قارب اليبس «ثُمَّ يَكُونُ حُطََاماً» يتحطم و يتكسر بعد يبسه و شرح هذا المثل قد تقدم في سورة يونس «وَ فِي اَلْآخِرَةِ عَذََابٌ شَدِيدٌ» لأعداء الله عن مقاتل «وَ مَغْفِرَةٌ مِنَ اَللََّهِ وَ رِضْوََانٌ» لأوليائه و أهل طاعته «وَ مَا اَلْحَيََاةُ اَلدُّنْيََا إِلاََّ مَتََاعُ اَلْغُرُورِ» لمن اغتر بها و لم يعمل لآخرته قال سعيد بن جبير متاع الغرور لمن لم يشتغل بطلب الآخرة و من اشتغل بطلبها فهي له متاع بلاغ إلى ما هو خير منه و قيل معناه و العمل للحياة الدنيا متاع الغرور و أنه كهذه الأشياء التي مثل بها في الزوال و الفناء.
ـ
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 359