responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 349

(1) - و الضمير يعود إلى اسم الله تعالى و حجة من قرأ و قد أخذ أنه على هذا المعنى و أنه قد عرف أخذ الميثاق و أن الله قد أخذه و حجة النصب في «كُلاًّ وَعَدَ اَللََّهُ اَلْحُسْنى‌ََ» بين لأنه بمنزلة زيدا وعدت خيرا و حجة ابن عامر أن الفعل إذا تقدم عليه مفعوله لم يقو عمله في قوته إذا تأخر أ لا ترى أنهم قالوا في الشعر زيد ضربت و لو تأخر المفعول فوقع بعد الفاعل لم يجز ذلك فيه و مما جاء من ذلك في الشعرقوله:

قد أصبحت أم الخيار تدعي # علي ذنبا كله لم أصنع‌

فرووه بالرفع لتقدمه على الفعل و إن لم يكن شي‌ء يمنع من تسلط الفعل عليه فكذلك قوله و كل وعد الله الحسنى يكون على إرادة الهاء و حذفها كما يحذف من الصفات و الصلات.

المعنى‌

ثم خاطب سبحانه المكلفين فقال «آمِنُوا بِاللََّهِ» معاشر العقلاء أي صدقوا الله و أقروا بوحدانيته و إخلاص العبادة له «وَ رَسُولِهِ» أي و صدقوا رسوله و اعترفوا بنبوته «وَ أَنْفِقُوا» في طاعة الله و الوجوه التي أمركم بالإنفاق فيها «مِمََّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ» أي من المال الذي استخلفكم الله فيه بوراثتكم إياه عمن قبلكم عن الحسن و نبه سبحانه بهذا على أن ما في أيدينا يصير لغيرنا كما صار إلينا ممن قبلنا و حثنا على استيفاء الحظ منه قبل أن يصير لغيرنا ثم بين سبحانه ما يكافيهم على ذلك إذافعلوه فقال «فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ» بالله و رسوله «وَ أَنْفِقُوا» في سبيله «لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ» أي جزاء و ثواب عظيم دائم لا يشوبه كدر و لا تنغيص ثم وبخهم سبحانه فقال‌} «وَ مََا لَكُمْ لاََ تُؤْمِنُونَ بِاللََّهِ» أي و أي شي‌ء يمنعكم من الإيمان بالله مع وضوح الدلائل على وحدانيته «وَ اَلرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ» إلى ما ركب الله في عقولكم من معرفة الصانع و صفاته «لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَ قَدْ أَخَذَ مِيثََاقَكُمْ» بما أودع الله في قلوبكم من دلالات العقل الموصلة إلى الإيمان به فإن الميثاق هو الأمر المؤكد الذي يجب العمل به «إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» أي إن كنتم مصدقين بحق فالآن فقد ظهرت أعلامه و وضحت براهينه و المعنى أي عذر لكم في ترك الإيمان و قد أزاحت العلل و ارتفعت الشبه و لزمتكم الحجج العقلية و السمعية فالعقلية ما في فطرة العقول و السمعية دعوة الرسول المؤيدة بالأدلة المؤدية إلى المدلول و الذي يبين هذا قوله‌} «هُوَ اَلَّذِي يُنَزِّلُ عَلى‌ََ عَبْدِهِ» يعني محمدا ص

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست