نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 342
(1) - خلق العباد و دبرهم على ما أراد على نبيه محمد ص ثم خاطب سبحانه أهل مكة فقال «أَ فَبِهََذَا اَلْحَدِيثِ» الذي حدثناكم به و أخبرناكم فيه عن حوادث الأمور و هو القرآن «أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ» أي مكذبون عن ابن عباس و قيل مدهنون ممالئون للكفار على الكفر به عن مجاهد و قيل منافقون على التصديق به أي تقولون آمنا به و تدهنون فيما بينكم و بين المشركين إذا خلوتم فقلتم إنا معكم قال مؤرج هو الذي يلين جانبه ليخفي كفره و أصله من الدهن «وَ تَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ» أي و تجعلون حظكم من الخير الذي هو كالرزق لكم أنكم تكذبون به و قيل و تجعلون شكر رزقكم التكذيب عن ابن عباس قال أصاب الناس عطش في بعض أسفاره فدعا ص فسقوا فسمع رجلا يقول مطرنا بنوء كذا فنزلت الآية و قيل معناه و تجعلون حظكم من القرآن الذي رزقكم الله التكذيب به عن الحسن } «فَلَوْ لاََ إِذََا بَلَغَتِ اَلْحُلْقُومَ» أي فهلا إذا بلغت النفس الحلقوم عند الموت} «وَ أَنْتُمْ» يا أهل الميت «حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ» أي ترون تلك الحال و قد صار إلى أن تخرج نفسه و قيل معناه تنظرون لا يمكنكم الدفع و لا تملكون شيئا} «وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ» بالعلم و القدرة «وَ لََكِنْ لاََ تُبْصِرُونَ» ذلك و لا تعلمونه و قيل معناه و رسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم و لكن لا تبصرون رسلنا القابضين روحه}} «فَلَوْ لاََ إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ` تَرْجِعُونَهََا إِنْ كُنْتُمْ صََادِقِينَ» يعني فهلا ترجعونها أي فهلا ترجعون نفس من يعز عليكم إذا بلغت الحلقوم و تردونها إلى موضعها إن كنتم غير مجزيين بثواب و عقاب و غير محاسبينو قيل غير مدينين معناه غير مملوكين و قيل غير مبعوثين عن الحسن و المراد أن الأمر إن كان كما تقولونه من أنه لا بعث و لا حساب و لا جزاء و لا إله يحاسب و يجازي فهلا رددتم الأرواح و النفوس من حلوقكم إلى أبدانكم إن كنتم صادقين في قولكم فإذا لم تقدروا على ذلك فاعلموا أنه من تقدير مقدر حكيم و تدبير مدبر عليم.
ـ
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 342