نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 338
(1) - تقولون إنا لمغرمونو المعنى أنا قد ذهب مالنا كله و نفقتنا و ضاع وقتنا و لم نحصل على شيء و قيل معناه إنا لمعذبون مجدودون عن الحظ عن مجاهد و في رواية أخرى عنه أنا لمولع بنا و في رواية أخرى منه إنا لملقون في الشر و قيل محارفون عن قتادة و من قرأ أ إنا على الاستفهام حمله على أنهم يقومون فيقولون منكرين لذلك و من قرأ «إِنََّا» على الخبر حمله على أنهم مخبرون بذلك عن أنفسهم ثم يستدركون فيقولون} «بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ» أي مبخوسو الحظ محارفون ممنوعون من الرزق و الخير ثم قال سبحانه منبها على دلالة أخرى}} «أَ فَرَأَيْتُمُ اَلْمََاءَ اَلَّذِي تَشْرَبُونَ ` أَ أَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ اَلْمُزْنِ» أي من السحاب «أَمْ نَحْنُ اَلْمُنْزِلُونَ» نعمة منا عليكم و رحمة بكم ثم قال} «لَوْ نَشََاءُ جَعَلْنََاهُ أُجََاجاً» أي مرا شديد المرارة و قيل هو الذي اشتدت ملوحته «فَلَوْ لاََ تَشْكُرُونَ» أي فهلا تشكرون على هذه النعمة السنية التي لا يقدر عليها أحد غير الله ثم نبه سبحانه على دلالة أخرى فقال} «أَ فَرَأَيْتُمُ اَلنََّارَ اَلَّتِي تُورُونَ» أي تستخرجونها و تقدحونها بزنادكم من الشجر} «أَ أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهََا» التي تنقدح النار منها أي أ أنتم أنبتموها و ابتدأتموها «أَمْ نَحْنُ اَلْمُنْشِؤُنَ» لها فلا يمكن أحدا أن يقول أنه أنشأ تلك الشجرة غير الله تعالى و العرب تقدح بالزند و الزندة و هو خشب يحك بعضه ببعض فتخرج منه النار و في المثل"في كل شجر نار و استمجد المرخ و العفار"} «نَحْنُ جَعَلْنََاهََا تَذْكِرَةً» أي نحن جعلنا هذه النار تذكرة للنار الأخرى الكبرى فإذا رآها الرائي ذكر جهنم و استعاذ بالله منها عن عكرمة و مجاهد و قتادة و قيل معناه تذكرة يتذكر بها و يتفكر فيها فيعلم أن من قدر عليها و على إخراجها من الشجر الرطب قدر على النشأة الثانية «وَ مَتََاعاً لِلْمُقْوِينَ» أي و جعلناها بلغة و منفعة للمسافرين عن ابن عباس و الضحاك و قتادة يعني الذين نزلوا الأرض القي و هو القفر و قيل للمستمتعين بها من الناس أجمعين المسافرين و الحاضرين عن عكرمة و مجاهد و المعنى أن جميعهم يستضيئون بها من في الظلمة و يصطلون من البرد و ينتفعون بها في الطبخ و الخبز و على هذا فيكون المقوي من الأضداد فيكون المقوي الذي صار ذا قوةمن المال و النعمة و المقوي أيضا الذاهب ماله النازل بالقواء من الأرض فالمعنى و متاعا للأغنياء و الفقراء و لما ذكر سبحانه ما يدل على توحيده و إنعامه على عبيده قال} «فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ اَلْعَظِيمِ» أي فبرىء الله تعالى مما يقولونه في وصفه و نزهه عما لا يليق بصفاته و قيل معناه قل
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 338