نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 330
(1) - العرب كانوا يعرفون ذلك فإن عامة أشجارهم أم غيلان ذات أنوار و رائحة طيبة و روت العامة عن علي (ع) أنه قرأ عنده رجل «وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ» فقال ما شأن الطلحإنما هو و طلع كقوله وَ نَخْلٍ طَلْعُهََا هَضِيمٌ فقيل له أ لا تغيره فقال إن القرآن لا يهاج اليوم و لا يحرك رواه عنه ابنه الحسن و قيس بن سعدو رواه أصحابنا عن يعقوب بن شعيب قال قلت لأبي عبد الله (ع) «وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ» قال لا و طلع منضود و المنضود الذي نضد بعضه على بعض نضد بالحمل من أوله إلى آخره فليست له سوق بارزة فمن عروقه إلى أفنانه ثمر كله} «وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ» أي دائم لا تنسخه الشمس فهو باق لا يزول و العرب تقول لكل شيء طويل لا ينقطع ممدود قال لبيد :
غلب البقاء و كان غير مغلب # دهر طويل دائم ممدود
.
ـو قد ورد في الخبر أن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها اقرءوا إن شئتم «وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ» و روي أيضا أن أوقاف الجنة كغدوات الصيف لا يكون فيه حر و لا برد
«وَ مََاءٍ مَسْكُوبٍ» أي مصبوب يجري الليل و النهار و لا ينقطع عنهم فهو مسكوب بسكب الله إياه في مجاريه و قيل مسكوب مصبوب على الخمر ليشرب بالمزاج و قيل مسكوب يجري دائما في غير أخدود عن سفيان و جماعة و قيل مسكوب ليشرب على ما يرى من حسنه و صفائه لا يحتاجون إلى تعب في استقائه} «وَ فََاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ» أي و ثمار مختلفة كثيرة غير قليلة و الوجه في تكرير ذكر الفاكهة البيان عن اختلاف صفاتها فذكرت أولا بأنها متخيرة و ذكرت هنا بأنها كثيرة ثم وصفت بقوله} «لاََ مَقْطُوعَةٍ وَ لاََ مَمْنُوعَةٍ» أي لا تنقطع كما تنقطع فواكه الدنيا في الشتاء و في أوقاف مخصوصة و لا تمتنع ببعد متناول أو شوك يؤذي اليد كما يكون ذلك في الدنيا و قيل إنها غير مقطوعة بالأزمان و لا ممنوعة بالأثمان لا يتوصل إليها إلا بالثمن} «وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ» أي بسط عالية كما يقال بناء مرفوعو قيل مرفوع بعضها فوق بعض عن الحسن و الفراء و قيل معناه و نساء مرتفعات القدر في عقولهن و حسنهن و كمالهن عن الجبائي قال و لذلك عقبه بقوله} «إِنََّا أَنْشَأْنََاهُنَّ إِنْشََاءً» و يقال لامرأة الرجل هي فراشه و منه قول النبي ص الولد للفراش و للعاهر الحجر«إِنََّا أَنْشَأْنََاهُنَّ إِنْشََاءً» أي خلقناهن خلقا جديدا قال ابن عباس يعني النساء الآدميات و العجز الشمط يقول خلقتهن بعد الكبر و الهرم في الدنيا خلقا آخر و قيل معناه أنشأنا الحور العين كما هن عليهعلى هيئاتهن لم ينتقلن من حال إلى حال كما يكون في الدنيا} «فَجَعَلْنََاهُنَّ أَبْكََاراً» أي عذارى عن الضحاك و قيل لا يأتيهن أزواجهن إلا وجدوهن أبكارا} «عُرُباً» أي متحننات على أزواجهن متحببات إليهم و قيل عاشقات
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 330