responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 289

(1) - يكون مصدرا وضع موضع الحال أي فاتنين لهم.

المعنى‌

ثم أقسم سبحانه فقال «وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا اَلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ» قد فسرناه‌و قيل أنه سبحانه إنما أعاد ذكر التيسير لينبى‌ء أنه يسره على كل حال و كل وجه من وجوه التيسير فمن الوجوه التي يسر الله تعالى بها القرآن هو أن أبان عن الحكم الذي يعمل عليه و المواعظ التي يرتدع بها و المعاني التي تحتاج إلى التنبيه عليها و الحجج التي يميز بها بين الحق و الباطل عن علي بن عيسى } «كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ» أي بالإنذار الذي جاءهم به صالح و من قال إن النذر جمع نذير قال معناه أنهم كذبوا الرسل بتكذيبهم صالحا لأن تكذيب واحد من الرسل كتكذيب الجميع لأنهم متفقون في الدعاء إلى التوحيد و إن اختلفوا في الشرائع‌} «فَقََالُوا أَ بَشَراً مِنََّا وََاحِداً نَتَّبِعُهُ» أي أ نتبع آدميا مثلنا و هو واحد «إِنََّا إِذاً لَفِي ضَلاََلٍ» أي نحن إن فعلنا ذلك في خطإ و ذهاب عن الحق «وَ سُعُرٍ» أي و في عناء و شدة عذاب فيما يلزمنا من طاعته عن قتادة و قيل في جنون عن ابن عباس في رواية عطاء و الفائدة في الآية بيان شبهتهم الركيكة التي حملوا أنفسهم على تكذيب الأنبياء من أجلها و هي أن الأنبياء ينبغي أن يكونوا جماعة و ذهب عليهم أن الواحد من الخلق يصلح لتحمل أعباء الرسالة و إن لم يصلح له غيره من جهة معرفته بربه و سلامة ظاهره و باطنه و قيامه بما كلف من الرسالة «أَ أُلْقِيَ اَلذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنََا» هذا استفهام إنكار و جحود أي كيف ألقي الوحي عليه و خص بالنبوة من بيننا و هو واحد منا «بَلْ هُوَ كَذََّابٌ» فيما يقول «أَشِرٌ» أي بطر متكبر يريد أن يتعظم علينا بالنبوة ثم قال سبحانه‌} «سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ اَلْكَذََّابُ اَلْأَشِرُ» و هذا وعيد لهم أي سيعلمون يوم القيامة إذا نزل بهم العذاب أ هو الكذاب أم هم في تكذيبه و هو الأشر البطر أم هم فذكر مثل لفظهم مبالغة في توبيخهم و تهديدهم و إنما قال «غَداً» على وجه التقريب على عادة الناس في ذكرهم الغد و المراد به العاقبة قالواإن مع اليوم غدا} «إِنََّا مُرْسِلُوا اَلنََّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ» أي نحن باعثو الناقة بإنشائها على ما طلبوها معجزة لصالح و قطعا لعذرهم و امتحانا و اختبارا لهم و هاهنا حذف و هو أنهم تعنتوا على صالح فسألوه أن يخرج لهم من صخرة ناقة حمراء عشراء تضع ثم ترد ماءهم فتشربه ثم تعود عليهم بمثله لبنا فقال سبحانه إنا باعثوها كما سألوها فتنة لهم عن ابن عباس «فَارْتَقِبْهُمْ» أي انتظر أمر الله فيهم و قيل فارتقبهم أي انتظر ما يصنعون «وَ اِصْطَبِرْ» على ما يصيبك من الأذى حتى يأتي أمر الله فيهم «وَ نَبِّئْهُمْ» أي أخبرهم «أَنَّ اَلْمََاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ» يوم للناقة و يوم لهم «كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ» أي كل نصيب من الماء يحضره أهله لا يحضر آخر معه ففي يوم الناقة تحضره الناقة و في يومهم يحضرونه هم و حضر و احتضر بمعنى واحد و إنما قال قسمة بينهم تغليبا لمن‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست