responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 266

(1) - يغشاها فراش من ذهب عن ابن عباس و مجاهد و كأنها ملائكة على صورة الفراش يعبدون الله تعالى و المعنى أنه رأى جبرائيل (ع) على ما صورته في الحال التي يغشى فيها السدرة من أمر الله و من العجائب المنبهة على كمال قدرة الله تعالى‌ما يغشاها و إنما أبهم الأمر فيما يغشى لتعظيم ذلك و تفخيمه كما قال «فَأَوْحى‌ََ إِلى‌ََ عَبْدِهِ مََا أَوْحى‌ََ» و قوله «مََا يَغْشى‌ََ» أبلغ لفظ في هذا المعنى‌} «مََا زََاغَ اَلْبَصَرُ وَ مََا طَغى‌ََ» أي ما زاغ بصر محمد ص و لم يمل يمينا و لا شمالا و ما طغى أي ما جاوز القصد و لا الحد الذي حدد له و هذا وصف أدبه صلوات الله عليه و آله في ذلك المقام إذا لم يلتفت جانبا و لم يمل بصره و لم يمده أمامه إلى حيث ينتهي‌} «لَقَدْ رَأى‌ََ مِنْ آيََاتِ رَبِّهِ اَلْكُبْرى‌ََ» و هي الآيات العظام التي رآها تلك الليلة مثل سدرة المنتهى و صورة جبرائيل (ع) و رؤيته و له ستمائة جناح قد سد الأفق بأجنحته عن مقاتل و ابن زيد و الجبائي و من للتبعيض أي رأى بعض آيات ربه و قيل إنه رأى رفرفا أخضر من رفارف الجنة قد سد الأفق عن ابن مسعود و قيل إنه قد رأى ربع بقلبه عن ابن عباس فعلى هذا فيمكن أن يكون المراد أنه رأى من الآيات ما ازداد به يقينا إلى يقينه و الكبرى تأنيث الأكبر و هو الذي يصغر مقدار غيره عنده في معنى صفته و لما قص الله سبحانه هذه الأقاصيص عقبها سبحانه بأن خاطب المشركين فقال‌}} «أَ فَرَأَيْتُمُ اَللاََّتَ وَ اَلْعُزََّى ` وَ مَنََاةَ اَلثََّالِثَةَ اَلْأُخْرى‌ََ» أي أخبرونا عن هذه الآلهة التي تعبدونها من دون الله و تعبدون معها الملائكة و تزعمون أن الملائكة بنات الله و قيل معناه أ فرأيتم أيها الزاعمون أن اللات و العزى و مناة بنات الله لأنه كان منهم من يقول إنما نعبد هؤلاء لأنهم بنات الله عن الجبائي و قيل إنهم زعموا أن الملائكة بنات الله و صوروا أصنامهم على صورهم و عبدوها من دون الله و اشتقوا لها أسماء من أسماء الله فقالوا اللات من الله و العزى من العزيز و كان الكسائي يختار الوقف على « اَللاََّتَ » بالتاء لاتباع المصحف لأنها كتبت بالتاء و العزى تأنيث الأعز و هي بمعنى العزيزة و قيل إن اللات صنم كانت ثقيف تعبده و العزى صنم أيضا عن الحسن و قتادة و قيل إنها كانت شجرة سمرة عظيمة لغطفان يعبدونها فبعث إليها رسول الله ص خالد بن الوليد فقطعها و قال:

يا عز كفرانك لا سبحانك # إني رأيت الله قد أهانك‌

عن مجاهد و قال قتادة كانت مناة صنما بقديد بين مكة و المدينة و قال الضحاك و الكلبي كانت لهذيل و خزاعة يعبدها أهل مكة و قيل إن اللات و العزى و مناة أصنام من حجارة كانت في الكعبة يعبدونها و الثالثة نعت لمناة و الأخرى نعت لها أيضا و معنى الآية أخبروني عن هذه الأصنام هل ضرت أو نفعت أو فعلت ما يوجب أن تعدل بالله فحذف لدلالة الكلام عليه.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست