responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 264

(1) - كذب فعل يتعدى إلى مفعول بدلالة قوله:

كذبتك عينك أم رأيت بواسط # غلس الظلام من الرباب خيالا

و معنى كذبتك عينك أرتك ما لا حقيقة له فعلى هذا يكون المعنى لم يكذب فؤاده ما أدركه بصره أي كانت رؤيته صحيحة غير كاذبة و إدراكا على الحقيقة و يشبه أن يكون الذي شدد أراد هذا المعنى و أكده. «أَ فَتُمََارُونَهُ عَلى‌ََ مََا يَرى‌ََ» أي أ ترومون إزالته عن حقيقة ما أدركه و علمه بمجادلتكم أو أ تجحدونه ما قد علمه و لم يعترض عليه فيه شك فإن معنى قوله «أَ فَتُمََارُونَهُ» أ تجادلونه جدالا تريدون به دفعه عما علمه و شاهده من الآيات الكبرى و من قرأ أ فتمرونه فمعناه أ فتجحدونه و مناة صنم من حجارة و اللات و العزى كانتا من حجارة أيضا و لعل مناءة بالمد لغة و من قرأ جنة المأوى يعني فعله يريد جن عليه فأجنه الله و المأوى و هو الفاعل و المعنى ستره و قال الأخفش أدركه و عن ابن عباس قال كان رجل بسوق عكاظ يلت السويق و السمن عند صخرة فإذا باع السويق و السمن صب على الصخرة ثم يلت فلما مات ذلك الرجل عبدت ثقيف تلك الصخرة إعظاما لذلك الرجل.

المعنى‌

ثم بين سبحانه ما رآه النبي ص ليلة الأسرى و حقق رؤيته فقال «مََا كَذَبَ اَلْفُؤََادُ مََا رَأى‌ََ» أي لم يكذب فؤاد محمد ما رآه بعينه فقوله «مََا رَأى‌ََ» مصدر في موضع نصب لأنه مفعول كذب و المعنى أنه ما أوهمه الفؤاد أنه رأى و لم يربل صدقه الفؤاد رؤيته قال المبرد معنى الآية أنه رأى شيئا فصدق فيه‌ قال ابن عباس رأى محمد ص ربه بفؤاده و روي ذلك عن محمد بن الحنفية عن أبيه علي (ع) و هذا يكون بمعنى العلم أي علمه علما يقينا بما رآه من الآيات الباهرات كقول إبراهيم (ع) وَ لََكِنْ لِيَطْمَئِنَ‌قَلْبِي و إن كان عالما قبل ذلك و قيل إن الذي رآه هو جبرائيل على صورته التي خلقه الله عليها عن ابن عباس و ابن مسعود و عائشة و قتادة و قيل إن الذي رآه هو ما رآه من ملكوت الله تعالى و أجناس مقدوراته عن الحسن قال و عرج بروح محمد ص إلى السماء و جسده في الأرض و قال الأكثرون و هو الظاهر من مذهب أصحابنا و المشهور في أخبارهم أن الله تعالى صعد بجسمه إلى السماء حيا سليما حتى رأى ما رأى من ملكوت السماوات بعينه و لم يكن ذلك في المنام و هذا المعنى ذكرناه في سورة بني إسرائيل و الفرق بين الرؤية في اليقظة و بين الرؤية في المنام أن رؤية الشي‌ء في اليقظة هو إدراكه بالبصر على الحقيقة و رؤيته في المنام تصوره بالقلب على توهم الإدراك بحاسة البصر من غير أن يكون كذلك‌ و عن أبي العالية قال سئل رسول الله ص هل رأيت ربك ليلة المعراج قال رأيت نهرا و رأيت وراء النهر حجابا و رأيت وراء الحجاب نورا لم أر غير ذلك‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست