responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 254

(1) -

أم هل كبير بكى لم يقض عبرته # إثر الأحبة يوم البين مشكوم‌

ثم قال سبحانه‌} «قُلْ» لهم يا محمد «تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ اَلْمُتَرَبِّصِينَ» أي إنكم إن تربصتم في حوادث الدهر فإني منتظر مثل ذلك بكم و تربص الكفار بالنبي ص و المؤمنين قبيح و تربص النبي ص و المؤمنين بالكفار و توقعهم لهلاكهم حسن و قوله «تَرَبَّصُوا» و إن كان بصيغة الأمر فالمراد به التهديد} «أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاََمُهُمْ بِهََذََا» أي بل أ تأمرهم عقولهم بما يقولونه لك و يتربصونه بك قال المفسرون كانت عظماء قريش توصف بالأحلام و العقول فأزرى الله سبحانه بعقولهم حيث لم تثمر لهم معرفة الحق من الباطل ثم أخبر سبحانه عن طغيانهم فقال «أَمْ هُمْ قَوْمٌ طََاغُونَ» و قرأ مجاهد بل هم قوم طاغون و بل في المعنى قريبة من أم هنا إلا أن ما بعد بل متيقن و ما بعد أم مشكوك فيه و المعنى أن عقولهم‌لم تأمرهم بهذا و لم تدعهم إليه بل حملهم الطغيان على تكذيبك‌} «أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ» أي افتعل القرآن و تكذبه من تلقاء نفسه و التقول تكلف القول و لا يقال ذلك إلا في الكذب «بَلْ لاََ يُؤْمِنُونَ» أي ليس الأمر كما زعموا بل ثبت أنه من عند الله و لكنهم لا يصدقون بذلك عنادا و حسدا و استكبارا ثم ألزمهم سبحانه الحجة تحداهم فقال‌} «فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ» أي مثل القرآن و ما يقاربه في نظمه و فصاحته و حسن بيانه و براعته «إِنْ كََانُوا صََادِقِينَ» في أنه تقوله محمد ص فإذا لم يقدروا على الإتيان بمثله فليعلموا أن محمدا ص لم يتقوله من تلقاء نفسه بل هو من عند الله تعالى ثم احتج عليهم بابتداء الخلق فقال‌} «أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْ‌ءٍ» أي أم خلقوا لغير شي‌ء أي أ خلقوا باطلا لا يحاسبون و لا يؤمرون و لا ينهون و نحو هذا عن الزجاج و قيل معناه أم خلقوا عبثا و تركوا سدى عن ابن كيسان و هذا في المعنى مثل الأول و قيل معناه‌أ خلقوا من غير خالق و مدبر دبرهم «أَمْ هُمُ اَلْخََالِقُونَ» أنفسهم فلا يجب عليهم لله أمر عن ابن عباس } «أَمْ خَلَقُوا اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ» و اخترعوهما فلذلك لا يقرون بالله و بأنه خالقهم «بَلْ لاََ يُوقِنُونَ» بأن لهم إلها يستحق العبادة وحده و إنك نبي من جهة الله «أَمْ عِنْدَهُمْ خَزََائِنُ رَبِّكَ» أي بأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة فيضعونها حيث شاءوا عن مقاتل و عكرمة و قيل أراد خزائن المطر و الرزق عن الكلبي و ابن عباس و قيل خزائنه مقدوراته فلا يأتيهم إلا ما يحبون عن الجبائي «أَمْ هُمُ اَلْمُصَيْطِرُونَ» أي الأرباب المسلطون على‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست