responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 23

(1) - الوعيد و التهديد أي فإذا علمتم أنهما لا يستويان فليختر كل واحد منكم لنفسه ما شاء من الأمرين فإن العاقل لا يختار الإلقاء في النار فإذا لم يختر ذلك فلا بد أن يؤمن بالآيات فلا يلحد فيها «إِنَّهُ بِمََا تَعْمَلُونَ» أي بأعمالكم «بَصِيرٌ» عالم لا يخفى عليه شي‌ء منها ثم أخبر سبحانه عنهم مهجنا لهم فقال‌} «إِنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ» الذي هو القرآن و جحدوه «لَمََّا جََاءَهُمْ» أي حين جاءهم ثم أخذ سبحانه في وصف الذكر و ترك خبر إن على تقدير إن الذين كفروا بالذكر يجازون بكفرهم و نحو ذلك و قيل إن خبره "أُولََئِكَ يُنََادَوْنَ مِنْ مَكََانٍ بَعِيدٍ" عن أبي عمرو بن العلا و قيل إن قوله «وَ إِنَّهُ لَكِتََابٌ عَزِيزٌ» في موضع الخبر و التقدير الكتاب الذي جاءهم عزيز و أما قوله «وَ إِنَّهُ» فالهاء يعود إلى القرآن الذي هو الذكر و المعنى إن الذكر لكتاب عزيز بأنه لا يقدر أحد من العباد على أن يأتي بمثله و قيل إنه عزيز بإعزاز الله عز و جل إياه إذا حفظه من التغيير و التبديل و قيل هو عزيز إذ جعله الله على أتم صفات الأحكام و قيل عزيز بأنه يجب أن يعز و يجل بالانتهاء إلى ما فيه و ترك الإعراض عنه و قيل عزيز أي كريم على الله عز و جل عن ابن عباس } «لاََ يَأْتِيهِ اَلْبََاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاََ مِنْ خَلْفِهِ» قيل فيه أقوال (أحدها) إن الباطل الشيطان و معناه لا يقدر الشيطان أن ينقص منه حقا أو يزيد فيه باطلا عن قتادة و السدي (و ثانيها) إنه لا يأتيه ما يبطله من بين يديه أي من الكتب التي قبله و لا من خلفه أي لا يجي‌ء من بعده كتاب يبطله أي ينسخه عن ابن عباس و الكلبي و مقاتل (و ثالثها) معناه أنه ليس في إخباره عما مضى باطل و لا في إخباره عما يكون في المستقبل باطل بل إخباره كلها موافقة لمخبراتها و هو المروي عن أبي جعفر (ع) و أبي عبد الله (ع)

(و رابعها) لا يأتيه الباطل من أول تنزيله و لا من آخره عن الحسن و (خامسها) لا يأتيه الباطل من جهة من الجهات فلا تناقض في ألفاظه و لا كذب في أخباره و لا يعارض و لا يزاد فيه و لا يغير بل هو محفوظ حجة على المكلفين إلى يوم القيامة و يؤيده قوله‌ «إِنََّا نَحْنُ نَزَّلْنَا اَلذِّكْرَ وَ إِنََّا لَهُ لَحََافِظُونَ» و «تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ» أي هو تنزيل من عالم بوجوه الحكمة «حَمِيدٍ» مستحق للحمد على خلقه بالإنعام عليهم و القرآن هو من أعظم نعمه فاستحق به الحمد و الشكر.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست