نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 206
206
(1) - و الغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا ثم قال أن الرجل يزني ثم يتوب فيتوب الله عليه و إن صاحب الغيبة لا يغفر لهحتى يغفر له صاحبه ثم ضرب سبحانه للغيبة مثلا فقال «أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً» و تأويله إن ذكرك بالسوء من لم يحضرك بمنزلة أن تأكل لحمه و هو ميت لا يحس بذلك عن الزجاج و لما قيل لهم أ يحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا قالوا لا فقيل «فَكَرِهْتُمُوهُ» أي فكما كرهتم ذلك فاجتنبوا ذكره بالسوء غائبا عن مجاهد و قيل فكما كرهتم لحمه ميتا فاكرهوا غيبته حيا عن الحسن فهذا هو تقدير الكلام و قوله «وَ اِتَّقُوا اَللََّهَ» معطوف على هذا الفعل المقدر و مثله أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ` وَ وَضَعْنََا أي و قد شرحنا و وضعنا و يقال للمغتاب فلان يأكل لحوم الناس قال:
و ليس الذئب يأكل لحم ذئب # و يأكل بعضنا بعضا عيانا
و قال آخر:
فإن يأكلوا لحمي و فرت لحومهم # و إن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا
و قال قتادة كما يمتنع أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا لكراهية الطبع كذلك يجب أن يمتنع عن غيبته لكراهية العقل و الشرع لأن دواعي العقل و الشرع أحق بالاتباع من دواعي الطبع فإن داعي الطبع أعمى و داعي العقل بصير و عن ميمون بن شاة و كان يفضل على الحسن لأنه قد لقي من لم يلقه الحسن قال بينا أنا نائم إذا بجيفة زنجي و قائل يقول لي كل يا عبد الله قلت و لم آكل قال بما اغتيب عندك فلان قلت و الله ما ذكرت فيه خيرا و لا شرا قال لكنك استمعت فرضيت و كان ميمون بعد ذلك لا يدع أن يغتاب عنده واحد و قال رجل لابن سيرين إني قد اغتبتك فاجعلني في حل قال إني أكره أن أحل ما حرم الله «إِنَّ اَللََّهَ تَوََّابٌ» قابل التوبة «رَحِيمٌ» بالمؤمنين} «يََا أَيُّهَا اَلنََّاسُ إِنََّا خَلَقْنََاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثىََ» أي من آدم و حواء و المعنى أنكم متساوون في النسب لأن كلكم يرجع في النسب إلى آدم و حواء زجر الله سبحانه عن التفاخر بالأنساب و روى عكرمة عن ابن عباس أن النبي ص قال إنما أنتم من رجل و امرأة كجمام الصاع ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى ثم ذكر سبحانه أنه إنما فرق أنساب الناس ليتعارفوا لا ليتفاخروا فقال «وَ جَعَلْنََاكُمْ شُعُوباً وَ قَبََائِلَ» و هي جمع شعب و هو الحي العظيم مثل مضر و ربيعة و قبائل هي دون الشعوب كبكر من ربيعة و تميم من مضر هذا قول أكثر المفسرين و قيل الشعوب دون القبائل و إنما سميت بذلك لتشعبها و تفرقها عن
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 206