responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 200

(1) - إليه «وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ اَلْكُفْرَ» بما وصف من العقاب عليه بوجوه الألطاف الصارفة عنه «وَ اَلْفُسُوقَ» أي الخروج عن الطاعة إلى المعاصي «وَ اَلْعِصْيََانَ» أي جميع المعاصي و قيل الفسوق الكذب عن ابن عباس و ابن زيد و هو المروي عن أبي جعفر (ع) ثم عاد سبحانه إلى الخبر عنهم فقال «أُولََئِكَ هُمُ اَلرََّاشِدُونَ» يعني الذين وصفهم بالإيمان و زينه في قلوبهم هم المهتدون إلى محاسن الأمور و قيل هم الذين أصابوا الرشد و اهتدوا إلى الجنة «فَضْلاً مِنَ اَللََّهِ وَ نِعْمَةً» أي تفضلا مني عليهم و رحمة مني لهم عن ابن عباس «وَ اَللََّهُ عَلِيمٌ» بالأشياء كلها «حَكِيمٌ» في جميع أفعاله و في هذه الآية دلالة على بطلان مذهب أهل الجبر من وجوه (منها) أنه إذا حبب في قلوبهم الإيمان و كره الكفر فمن المعلوم أنه لا يحبب ما لا يحبه و لا يكره ما لا يكرهه (و منها) أنه إذ ألطف في تحبيب الإيمان بألطافه دل ذلك على ما نقوله في اللطف ثم قال‌} «وَ إِنْ طََائِفَتََانِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا» أي فريقان من المؤمنين قاتل أحدهما صاحبه‌ «فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمََا» حتى يصطلحا و لا دلالة في هذا على أنهما إذا اقتتلا بقيا على الإيمان و يطلق عليهما هذا الاسم و لا يمتنع أن يفسق إحدى الطائفتين أو تفسقا جميعا «فَإِنْ بَغَتْ إِحْدََاهُمََا عَلَى اَلْأُخْرى‌ََ» بأن تطلب ما لا يجوز لها و تقاتل الأخرى ظالمة لها متعدية عليها «فَقََاتِلُوا اَلَّتِي تَبْغِي» لأنها هي الظالمة المتعدية دون الأخرى «حَتََّى تَفِي‌ءَ إِلى‌ََ أَمْرِ اَللََّهِ» أي حتى ترجع إلى طاعة الله و تترك قتال الطائفة المؤمنة «فَإِنْ فََاءَتْ» أي رجعت و تابت و أقلعت و أنابت إلى طاعة الله «فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمََا» أي بينها و بين الطائفة التي هي على الإيمان «بِالْعَدْلِ» أي بالقسط حتى يكونوا سواء لا يكون من إحديهما على الأخرى جور و لا شطط فيما يتعلق بالضمانات من الأروش «وَ أَقْسِطُوا» أي اعدلوا «إِنَّ اَللََّهَ يُحِبُّ اَلْمُقْسِطِينَ» العادلين الذين يعدلون فيما يكون قولا و فعلا «إِنَّمَا اَلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ» في الدين يلزم نصرة بعضهم بعضا «فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ» أي بين كل رجلين تقاتلا و تخاصما و معنى الاثنين يأتي على الجمع لأن تأويله بين كل أخوين يعني فأنتم إخوة للمتقاتلين فأصلحوا بين الفريقين أي كفوا الظالم عن المظلوم و أعينوا المظلوم «وَ اِتَّقُوا اَللََّهَ» في ترك العدل و الإصلاح أو في منع الحقوق‌ «لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» أي لكي ترحموا قال الزجاج سمي المؤمنين إذا كانوا متفقين في دينهم إخوة لاتفاقهم في الدين و رجوعهم إلى أصل النسب لأنهم لأم واحدة و هي حواء و روى الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله ص قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كروب يوم القيامة و من ستر مسلما يستره الله يوم القيامة أورده البخاري و مسلم في صحيحيهما و في وصية النبي ص لأمير

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست