نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 196
(1) - و قيل لا تمكنوا أحدا يمشي أمام رسول الله ص بل كونوا تبعا له و أخروا أقوالكم و أفعالكم عن قوله و فعله و قال الحسن نزل في قوم ذبحوا الأضحية قبل صلاة العيد فأمرهم رسول الله ص بالإعادة و قال ابن عباس نهوا أن يتكلموا قبل كلامه أي إذا كنتم جالسين في مجلس رسول الله ص فسئل عن مسألة فلا تسبقوه بالجواب حتى يجيب النبي ص أولا و قيل معناه لا تسبقوه بقول و لا فعل حتى يأمركم به عن الكلبي و السدي و الأولى حمل الآية على الجميع فإن كل شيء كان خلافا لله و رسوله إذا فعل فهو تقديم بين يدي الله و رسوله و ذلك ممنوع «وَ اِتَّقُوا اَللََّهَ» أي اجتنبوا معاصيه «إِنَّ اَللََّهَ سَمِيعٌ» لأقوالكم «عَلِيمٌ» بأعمالكم فيجازيكم بها} «يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاََ تَرْفَعُوا أَصْوََاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ اَلنَّبِيِّ » لأن فيه أحد الشيئين إما نوع استخفاف به فهو الكفر و إما سوء الأدب فهو خلاف التعظيم المأمور به «وَ لاََ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ» أي غضوا أصواتكم عند مخاطبتكم إياه و في مجلسه فإنه ليس مثلكم إذ يجب تعظيمه و توقيره من كل وجه و قيل معناه لا تقولوا له يا محمد كما يخاطب بعضكم بعضا بل خاطبوه بالتعظيم و التبجيل و قولوا يا رسول الله «أَنْ تَحْبَطَ أَعْمََالُكُمْ» أي كراهة أن تحبط أو لئلا تحبط أعمالكم و قيل إنه في حرف عبد الله فتحبط أعمالكم «وَ أَنْتُمْ لاََ تَشْعُرُونَ» أي و أنتم لا تعلمون أنكم أحبطتم أعمالكم بجهر صوتكم على صوته و ترك تعظيمه قال أنس لما نزلت هذه الآية قال ثابت بن قيس أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت رسول الله ص و أجهر له بالقول حبط عملي و أنا من أهل النار و كان ثابت رفيع الصوت فذكر ذلك لرسول الله ص فقال هو من أهل الجنة و قال أصحابنا أن المعنى في قوله «أَنْ تَحْبَطَ أَعْمََالُكُمْ» أنه ينحبط ثواب ذلك العمل لأنهم لو أوقعوه على وجه تعظيم النبي ص و توقيرهلاستحقوا الثواب فلما فعلوه على خلاف ذلك الوجه استحقوا العقاب و فاتهم ذلك الثواب فانحبط عملهم فلا تعلق لأهل الوعيد بهذه الآية و لأنه تعالى علق الإحباط في هذه الآية بنفس العمل و هم يعلقونه بالمستحق على العمل و ذلك خلاف الظاهر ثم مدح سبحانه من يعظم رسوله و يوقره فقال} «إِنَّ اَلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوََاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اَللََّهِ » أي يخفضون أصواتهم في مجلسه إجلالا «أُولََئِكَ اَلَّذِينَ اِمْتَحَنَ اَللََّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوىََ» أي اختبرها فأخلصها للتقوى عن قتادة و مجاهد أخذ من امتحان الذهب بالنار إذا أذيب حتى يذهب غشه و يبقى خالصة و قيل معناه أنه علم خلوص نياتهم لأن الإنسان يمتحن الشيء ليعلم حقيقته و قيل معناه عاملهم معاملة المختبر بما تعبدهم به من هذه العبادة فخلصوا على
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 196