responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 118

(1) -

هبوني امرءا منكم أضل بعيره # له ذمة إن الذمام كبير

أي ضل عنه بعيره «وَ خَتَمَ عَلى‌ََ سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى‌ََ بَصَرِهِ غِشََاوَةً» فسرناه في سورة البقرة «فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اَللََّهِ» أي من بعد هداية الله إياه و المعنى إذا لم يهتد بهدى الله بعد ظهوره و وضوحه فلا طمع في اهتدائه «أَ فَلاََ تَذَكَّرُونَ» أي أ فلا تتعظون بهذه المواعظ و هذا استبطاء بالتذكر منهم أي تذكروا و اتعظوا حتى تحصلوا على معرفة الله تعالى ثم أخبر سبحانه عن منكري البعث فقال‌} «وَ قََالُوا مََا هِيَ إِلاََّ حَيََاتُنَا اَلدُّنْيََا» أي ليس الحياة إلا حياتنا التي تحن فيها في دار الدنيا و لا يكون بعد الموت بعث و لا حساب «نَمُوتُ وَ نَحْيََا» قيل في معناه أقوال (أحدها) أن تقديره نحيا و نموت فقدم و أخر (و الثاني) أن معناه نموت و نحيي أولادنا (و الثالث) يموت بعضنا و يحيا بعضنا كما قال‌ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أي ليقتل بعضكم بعضا «وَ مََا يُهْلِكُنََا إِلاَّ اَلدَّهْرُ» أي و ما يميتنا إلا الأيام و الليالي أي مرور الزمان‌و طول العمر إنكارا منهم للصانع «وَ مََا لَهُمْ بِذََلِكَ مِنْ عِلْمٍ» نفى سبحانه عنهم العلم أي إنما ينسبون ذلك إلى الدهر لجهلهم و لو علموا أن الذي يميتهم هو الله و أنه قادر على إحيائهم لما نسبوا الفعل إلى الدهر «إِنْ هُمْ إِلاََّ يَظُنُّونَ» أي ما هم فيما ذكروه إلا ظانون و إنما الأمر بخلافه و قد روي في الحديث عن النبي ص أنه قال لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر و تأويله أن أهل الجاهلية كانوا ينسبون الحوادث المجحفة و البلايا النازلة إلى الدهر فيقولون فعل الدهر كذا و كانوا يسبون الدهر فقال ص إن فاعل هذه الأمور هو الله تعالى فلا تسبوا فاعلها و قيل معناه فإن الله مصرف الدهر و مدبره و الوجه الأول أحسن فإن كلامهم مملوء من ذلك ينسبون أفعال الله إلى الدهر قال الأصمعي ذم أعرابي رجلا فقال هو أكثر ذنوبا من الدهر و قال كثير :

و كنت كذي رجلين رجل صحيحة # و رجل رمى فيها الزمان فشلت‌

و قال آخر:

فاستأثر الدهر الغداة بهم # و الدهر يرميني و ما أرمي

يا دهر قد أكثرت فجعتنا # بسراتنا و وقرت في العظم‌

ثم قال سبحانه‌} «وَ إِذََا تُتْلى‌ََ عَلَيْهِمْ آيََاتُنََا بَيِّنََاتٍ» أي إذا قرأت عليهم حججنا ظاهرات «مََا كََانَ حُجَّتَهُمْ إِلاََّ أَنْ قََالُوا اِئْتُوا بِآبََائِنََا إِنْ كُنْتُمْ صََادِقِينَ» أي لم يكن لهم في مقابلتها حجة

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست