responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 112

(1) - فقال أبو عمرو إنه لحسن ظاهر و ذكر أن الكسائي قال إن معناه ليجزي الجزاء قوما قال الجامع البصير معناه ليجزي الخير قوما فأضمر الخير لدلالة الكلام عليه و ليس التقدير ليجزي الجزاء قوما لأن المصدر لا يقوم مقام الفاعل و معك مفعول صحيح فإذا الخبر مضمر كما أضمر الشمس في قوله‌ حَتََّى تَوََارَتْ بِالْحِجََابِ لأن قوله‌ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ يدل على تواري الشمس.

ـ

المعنى‌

ثم قال سبحانه «هََذََا هُدىً» أي هذا القرآن الذي تلوناه و الحديث الذي ذكرناه هدى أي دلالة موصلة إلى الفرق بين الحق و الباطل من أمور الدين و الدنيا «وَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِآيََاتِ رَبِّهِمْ» و جحدوها «لَهُمْ عَذََابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ» مر معناه ثم نبه سبحانه خلقه على وجه الدلالة على توحيده فقال‌} «اَللََّهُ اَلَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ اَلْبَحْرَ لِتَجْرِيَ اَلْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ» أي جعله على هيئته لتجري السفن فيه «وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ» أي و لتطلبوا بركوبه في أسفاركم من الأرباح بالتجارات «وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» له هذه النعمة} «وَ سَخَّرَ لَكُمْ مََا فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ مََا فِي اَلْأَرْضِ» أي سخر لكم مع ذلك معاشر الخلق ما في السماوات من الشمس و القمر و النجوم و المطر و الثلج و البرد و ما في الأرض من الدواب و الأشجار و النبات و الأثمار و الأنهار و معنى تسخيرها لنا أنه تعالى خلقها جميعا لانتفاعنا بها فهي مسخرة لنا من حيث‌أنا ننتفع بها على الوجه الذي نريده و قوله «جَمِيعاً مِنْهُ» قال ابن عباس أي كل ذلك رحمة منه لكم قال الزجاج كل ذلك منه تفضل و إحسان و يحسن الوقف على قوله «جَمِيعاً» ثم يقول منه أي ذلك التسخير منه لا من غيره فهو فضله و إحسانه و روي عن ابن عباس و عبد الله بن عمر و الجحدري أنهم قرءوا منة منصوبة و منونة و على هذا فيكون من باب تبسمت و ميض البرق فكأنه قال من عليهم منة و روي عن سلمة أنه قرأ منة بالرفع و على هذا فيكون خبر مبتدإ محذوف أي ذلك منة أو هو منة أو يكون على معنى سخر لكم ذلك منة «إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيََاتٍ» أي دلالات «لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» ثم خاطب سبحانه نبيه ص فقال‌} «قُلْ» يا محمد «لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا» هذا جواب أمر محذوف دل عليه الكلام و تقديره قل لهم اغفروا يغفروا فصار قل لهم على هذا الوجه يغني عنه عن علي بن عيسى و قيل معناه قل للذين آمنوا اغفروا و لكنه شبه بالشرط و الجزاء كقوله‌ قُلْ لِعِبََادِيَ اَلَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا اَلصَّلاََةَ عن الفراء و قيل يغفروا تقديره يا هؤلاء اغفروا فحذف المنادي كقوله ألا يا اسجدوا لله و قول الشاعر:

"ألا يا أسلمي ذات الدماليج و العقد"

«لِلَّذِينَ لاََ يَرْجُونَ أَيََّامَ اَللََّهِ» أي لا يخافون عذاب الله إذا

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست