responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 110

(1) -

الحجة

قال أبو علي حجة من قرأ بالياء أن قبله غيبة و هو قوله لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ و من قرأ بالتاء فالتقدير قل لهم فبأي حديث بعد ذلك تؤمنون.

المعنى‌

لما قدم سبحانه ذكر الأدلة عقب ذلك بالوعيد لمن أعرض عنها و لم يتفكر فيها فقال «تِلْكَ آيََاتُ اَللََّهِ» أي ما ذكرناه أدلة الله التي نصبها لخلقه المكلفين «نَتْلُوهََا عَلَيْكَ» أي نقرأها عليك يا محمد لتقرأها عليهم «بِالْحَقِّ» دون الباطل و التلاوة الإتيان بالثاني في أثر الأول في القراءة و الحق الذي‌تتلى به الآيات هو كلام مدلوله على ما هو به في جميع أنواعه «فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اَللََّهِ وَ آيََاتِهِ يُؤْمِنُونَ» معناه إن هؤلاء الكفار إن لم يصدقوا بما تلوناه عليك فبأي حديث بعد حديث الله و هو القرآن و آياته يصدقون و بأي كلام ينتفعون و هذا إشارة إلى أن المعاند لا حيلة له و الفرق بين الحديث الذي هو القرآن و بين الآيات أن الحديث قصص يستخرج منه الحق من الباطل و الآيات هي الأدلة الفاصلة بين الصحيح و الفاسد} «وَيْلٌ لِكُلِّ أَفََّاكٍ أَثِيمٍ» الأفاك الفعال من الإفك و هو الكذب و يطلق ذلك على من يكثر كذبه أو يعظم كذبه و إن كان في خبر واحد ككذب مسيلمة في ادعاء النبوة و الأثيم ذو الإثم و هو صاحب المعصية التي يستحق بها العقاب و الويل كلمة وعيد يتلقى بها الكفار و قيل هو واد سائل من صديد جهنم ثم وصف سبحانه الأفاك الأثيم بقوله‌} «يَسْمَعُ آيََاتِ اَللََّهِ تُتْلى‌ََ عَلَيْهِ» أي يسمع آيات القرآن التي فيها الحجة تقرأ عليه «ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً» أي يقيم على كفره و باطله متعظما عند نفسه عن الانقياد للحق‌ «كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهََا» أصلا في عدم القبول لها و الاعتبار بها «فَبَشِّرْهُ بِعَذََابٍ أَلِيمٍ» أي مؤلم‌} «وَ إِذََا عَلِمَ مِنْ آيََاتِنََا شَيْئاً اِتَّخَذَهََا هُزُواً» أي و إذا علم هذا الأفاك الأثيم من حججنا و أدلتنا شيئا استهزأ بها ليري العوام أنه لا حقيقة لها كما فعله أبو جهل حين سمع قوله‌ إِنَّ شَجَرَةَ اَلزَّقُّومِ ` طَعََامُ اَلْأَثِيمِ أو كما فعله النضر بن الحارث حين كان يقابل القرآن بأحاديث الفرس «أُولََئِكَ لَهُمْ عَذََابٌ مُهِينٌ» أي مذل مخز مع ما فيه من الألم‌} «مِنْ وَرََائِهِمْ جَهَنَّمُ» أي من وراء ما هم فيه من التعزز بالمال و الدنيا جهنم و معناه قدامهم و من بين أيديهم كقوله‌ وَ كََانَ وَرََاءَهُمْ مَلِكٌ و وراء اسم يقع على القدام و الخلف فيما توارى عنك فهو وراؤك خلفك كان أو أمامك «وَ لاََ يُغْنِي عَنْهُمْ مََا كَسَبُوا شَيْئاً» أي لا يغني عنهم ما حصلوا و جمعوه من المال و الولد شيئا من عذاب الله تعالى «وَ لاََ مَا اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اَللََّهِ أَوْلِيََاءَ» من الآلهة التي عبدوها لتكون شفعاءهم عند الله‌ «وَ لَهُمْ» مع ذلك «عَذََابٌ عَظِيمٌ» .

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست