responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 108

(1) -

و باشر راعيها الصلا بلبانه # و كفيه حر النار ما يتحرف‌

فهذا إن حملت الكلام على ظاهره كان عطفا على عاملين على الفعل و الباء إن قدرت أن الباء ملفوظ بها لتقدم ذكرها صارت في حكم الثبات في اللفظ و إذا صار كذلك كان العطف على عامل واحد و هو الفعل دون الجار و كذلك قول الآخر:

أوصيت من برة قلبا حرا # بالكلب خيرا و الحماة شرا

فإن قدرت الجار في حكم المذكور لدلالة المتقدم عليه لم يكن عطفا على عاملين كما لم يكن قوله و اختلاف الليل و النهار لآيات كذلك و قد يخرج قوله و اختلاف الليل و النهار آيات من أن يكون عطفا على عاملين من وجه آخر و هو أن تقدر قوله «وَ اِخْتِلاََفِ اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهََارِ» على في المتقدم ذكرها و تجعل «آيََاتٌ» متكررة كررتهالما تراخى الكلام و طال كما قال بعض شيوخنا في قوله تعالى‌ أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحََادِدِ اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نََارَ جَهَنَّمَ أن أنهي الأولى كررت و كما جاء فَلَمََّا جََاءَهُمْ مََا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ لما تراخى عن قوله‌ وَ لَمََّا جََاءَهُمْ كِتََابٌ مِنْ عِنْدِ اَللََّهِ و هذا النحو في كلامهم غير ضيق.

المعنى‌

«حم» قد بينا ما قيل فيه و أجود الأقوال إنه اسم للسورة قال علي بن عيسى و في تسمية السورة بحم دلالة على أن هذا القرآن المعجز كله من حروف المعجم لأنه سمي به ليدل عليه بأوصافه و من أوصافه أنه معجز و أنه مفصل قد فصلت كل سورة من أختها و أنه هدى و نور فكأنه قيل هذا اسمه الدال عليه بأوصافه‌} «تَنْزِيلُ اَلْكِتََابِ مِنَ اَللََّهِ» أضاف التنزيل إلى نفسه في مواضع من السور استفتاحا بتعظيم شأنه و تفخيم قدره بإضافته إلى نفسه من أكرم الوجوه و أجلها و ما اقتضى هذا المعنى لم يكن تكريرا فقد يقول القائل‌اللهم اغفر لي اللهم ارحمني اللهم عافني اللهم وسع علي في رزقي فيأتي بما يؤذن أن تعظيمه لربه منعقد بكل ما يدعو به و قوله «مِنَ اَللََّهِ» يدل على أن ابتداءه من الله تعالى «اَلْعَزِيزِ» أي القادر الذي لا يغالب «اَلْحَكِيمِ» العالم الذي أفعاله كلها حكمة و صواب‌} «إِنَّ فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ لَآيََاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ» الذين يصدقون بالله و بأنبيائه لأنهم المنتفعون بالآيات و هي الدلالات و الحجج الدالة على أن لهما مدبرا صانعا قادرا عالما} «وَ فِي خَلْقِكُمْ وَ مََا يَبُثُّ مِنْ‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست