responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 823

(1) - سبحانه‌} «لَخَلْقُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» مع عظمهما و كثرة أجزائهما و وقوفهما بغير عمد و جريان الفلك و الكواكب من غير سبب «أَكْبَرُ» أي أعظم و أهول في النفس «مِنْ خَلْقِ اَلنََّاسِ» و إن كان خلق الناس عظيما بما فيه من الحياة و الحواس المهيأة لأنواع مختلفة من الإدراكات «وَ لََكِنَّ أَكْثَرَ اَلنََّاسِ لاََ يَعْلَمُونَ» لعدولهم عن الفكر فيه و الاستدلال على صحته و المعنى أنهم إذا أقروا بأن الله تعالى خلق السماء و الأرض فكيف أنكروا قدرته على إحياء الموتى و لكنهم أعرضوا عن التدبر فحلوا محل الجاهل الذي لا يعلم شيئا «وَ مََا يَسْتَوِي اَلْأَعْمى‌ََ وَ اَلْبَصِيرُ» أي لا يستوي من أهمل نفسه و من تفكر فعرف الحق شبه الذي لا يتفكر في الدلائل بالأعمى و الذي يستدل بها بالبصير «وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ وَ لاَ اَلْمُسِي‌ءُ» أي و ما يستوي المؤمنون الصالحون و لا الكافر الفاسق في الكرامة و الإهانة و الهدى و الضلال «قَلِيلاً مََا تَتَذَكَّرُونَ» يجوز أن تكون ما مزيدة و يجوز أن تكون مصدرية فيكون تقديره قليلا تذكرهم أي قل نظرهم فيما ينبغي أن ينظروا فيه مما دعوا إليه‌} «إِنَّ اَلسََّاعَةَ» يعني القيامة «لَآتِيَةٌ» أي جائية واقعة «لاََ رَيْبَ فِيهََا» أي لا شك في مجيئها «وَ لََكِنَّ أَكْثَرَ اَلنََّاسِ لاََ يُؤْمِنُونَ» أي لا يصدقون بذلك لجهلهم بالله تعالى و شكهم في إخباره‌} «وَ قََالَ رَبُّكُمُ اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» يعني إذا اقتضت المصلحة إجابتكم و كل من يسأل الله شيئا و يدعوه فلا بد أن يشترط المصلحة في ذلك إما لفظا أو إضمارا و إلا كان قبيحا لأنه ربما كان داعيا بما يكون فيه مفسدة و لا يشترط انتفاؤها فيكون قبيحا و قيل معناه وحدوني و اعبدوني أثبكم عن ابن عباس و يدل عليه‌ قول النبي ص الدعاء هو العبادة و لما عبر عن العبادة بالدعاء جعل الإثابة استجابة ليتجانس اللفظ «إِنَّ اَلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبََادَتِي» و دعائي «سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دََاخِرِينَ» أي صاغرين ذليلين و في الآية دلالة على عظم قدر الدعاء عند الله تعالى و على فضل الانقطاع إليه و قد روى معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله (ع) جعلني الله فداك ما تقول في رجلين دخلا المسجد جميعا كان أحدهما أكثر صلاة و الآخر دعاء فأيهما أفضل قال كل حسن قلت قد علمت و لكن أيهما أفضل قال أكثرهما دعاء أ ما تسمع قول الله تعالى «اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» إلى آخر الآية و قال هي العبادة الكبرى‌

و روى زرارة عن أبي جعفر (ع) في هذه الآية قال هو الدعاء و أفضل العبادة الدعاء و روى حنان بن سدير عن أبيه قال قلت لأبي جعفر أي العبادة أفضل قال ما من شي‌ء أحب إلى الله من أن يسأل و يطلب ما عنده و ما أحد أبغض إلى الله عز و جل ممن يستكبر عن عبادته و لا يسأل ما عنده.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 823
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست