responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 783

(1) -

المعنى‌

لما قدم سبحانه ذكر الأدلة فلم ينظروا فيها و المواعظ فلم يتعظوا بها أمر نبيه ص أن يحاكمهم إليه ليفعل بهم ما يستحقونه فقال «قُلِ» يا محمد ادع بهذا الدعاء «اَللََّهُمَّ فََاطِرَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» أي يا خالقهما و منشئهما «عََالِمَ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهََادَةِ» أي يا عالم ما غاب علمه عن جميع الخلق و عالم ما شهدوه و علموه «أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبََادِكَ» يوم القيامة «فِي مََا كََانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ» في دار الدنيا من أمر دينهم و دنياهم و تفصل بينهم بالحق في الحقوق و المظالم أي فاحكم بيني و بين قومي بالحق و في هذا بشارة للمؤمنين بالظفر و النصر لأنه سبحانه إنما أمره به للإجابة لا محالة و عن سعيد بن المسيب أنه قال إني لأعرف موضع آية لم يقرأها أحد قط فسأل الله شيئا إلا أعطاه قوله «قُلِ اَللََّهُمَّ فََاطِرَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» الآيةثم أخبر سبحانه عن وقوع العقاب بالكفار بأن قال‌} «وَ لَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مََا فِي اَلْأَرْضِ جَمِيعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ» زيادة عليه «لاَفْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ اَلْعَذََابِ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ» و قد مضى تفسيره «وَ بَدََا لَهُمْ مِنَ اَللََّهِ مََا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ» أي ظهر لهم يوم القيامة من صنوف العذاب ما لم يكونوا ينتظرونه و لا يظنونه واصلا إليهم و لم يكن في حسابهم قال السدي ظنوا أعمالهم حسنات فبدت لهم سيئات و قيل إن محمد بن المنكدر جزع عند الموت فقيل له أ تجزع قال أخذتني آية من كتاب الله عز و جل «وَ بَدََا لَهُمْ» الآية أخذتني أن يبدو لي من الله ما لم أحتسب «وَ بَدََا لَهُمْ» أي و ظهر لهم أيضا «سَيِّئََاتُ مََا كَسَبُوا» أي جزاء سيئات أعمالهم «وَ حََاقَ بِهِمْ» أي نزل بهم «مََا كََانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ» و هو كل ما ينذرهم النبي ص مما كانوا ينكرونه و يكذبون به ثم أخبر عن شدة تقلب الإنسان من حال إلى حال فقال‌ «فَإِذََا مَسَّ اَلْإِنْسََانَ ضُرٌّ» من مرض أو شدة «دَعََانََا» و استغاث بنا مسلما مخلصا في كشفه علما بأنه لا يقدر غيرنا عليه «ثُمَّ إِذََا خَوَّلْنََاهُ نِعْمَةً مِنََّا» أي أعطيناه نعمة من الصحة في الجسم و السعة في الرزق أو غير ذلك من النعم «قََالَ إِنَّمََا أُوتِيتُهُ عَلى‌ََ عِلْمٍ» قيل فيه وجوه (أحدها) قال إنما أوتيته بعلمي و جلدي و حيلتي عن الحسن و الجبائي فيكون هذا إشارة إلى جهلهم بمواضع المنافع و المضار (و ثانيها) على علم على خبر علمه الله عندي عن قتادة و مقاتل (و ثالثها) على علم يرضاه عني فلذلك أتاني ما أتاني من النعم ثم قال ليس الأمر على ما يقولونه «بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ» أي بلية و اختبار يبتليه الله بها فيظهر كيف شكره أو صبره في مقابلتها فيجازيه بحسبها و قيل معناه هذه النعمة فتنة أي عذاب لهم إذا أضافوها إلى أنفسهم و قيل معناه هذه المقالة التي قالوها فتنة لهم لأنهم يعاقبون عليها «وَ لََكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاََ يَعْلَمُونَ» البلوى من النعمي‌و قيل لا يعلمون أن النعم كلها من الله و إن حصلت بأسباب من جهة العبد} «قَدْ قََالَهَا» أي قد قال مثل هذه الكلمة و هذه المقالة «اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ» مثل قارون حيث قال‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 783
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست